فيما يستمر غياب صوت جماعة "الإخوان المسلمين" عن التطورات السياسية، المحلية والإقليمية، وخصوصاً في الأردن، يلاحظ الهدوء المصطنع، والصمت المتعمد، وتراجع الاهتمام العلني، تجاه مجمل الأحداث الكويتية وغيرها، على غير عادة "الجماعة"!
دأبت جماعة "الإخوان المسلمين" في الكويت على الحرص، في قيادة المشهد السياسي في شتى البلدان العربية، بهدف التدخل، والتأثير على الرأي العام، والقرارات، وزيادة جرعات الإسلام السياسي، في آن واحد.
تديين وتسييس القضايا، والأحداث، والملفات، والنزاعات، من اختصاص جماعة "الإخوان"، فهم انتقائيون بحذر، ودهاء في انتهاز فرص خلط الدين مع السياسية، وتبادل الأدوار، تعزيزاً لتوغل اجتماعي، وتعليمي لفكر الإسلام السياسي، ومنهجهم في الحياة.
دور جماعة "الإخوان" ليس هوامش في الحياة السياسية حتى نترك الهوامش، ولا نركز عليها، فدورها يأتي احياناً برغبة مجموعة من الناس، والاقتراح، عبر نافذة نبض الشارع، بغية تحقيق الهدف، والانقضاض على الصراعات والنزاعات، والاحداث، بمختلف اتجاهاتها، وطبيعتها.
على هامش الاستفهام عن الديمقراطية، لا ينبغي إهمال ملف "جماعة الإخوان المسلمين"، وتجاوزه، ولا التقليل من دورها، وشأنها، فهي تقتنص الرهان على ضعف الذاكرة البشرية، وتنازل الأطراف المعنية الرسمية عن المواجهة، والمساءلة، السياسية والقانونية، لبث السموم!
القيادي في جماعة "الإخوان" في الكويت السيد مبارك الدويلة، كتب في مقالة سابقة له في صحيفة كويتية، بعد مرور أكثر من عقدين على الغزو العراقي، عن رسالة نائب المرشد العام لتنظيم "الإخوان" الدولي مصطفي مشهور إلى "مؤتمر جدة الشعبي"، وهو ما يتنافى مع الواقع والحقيقة، ووثائق المؤتمر!
لم يقدم السيد مبارك الدويلة البرهان، والدليل القاطع، على رسالة تنظيم "الإخوان" الدولي إلى المؤتمر، ولم يعلق على ما نشرته شخصياً سابقاً في جريدة "إيلاف" الإلكترونية الدولية عن هذا الموضوع، وفي حسابي في منصة "أكس"، حتى نستفيد جميعاً من التوثيق، وليس التلفيق.
وأعاد الكرة المرجع والقيادي في الجماعة في الكويت السيد مبارك الدويلة في 24 أكتوبر 2023 بعد "عملية الأقصى" لبث مزاعم عن لقاء بين الأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله مع وفد حركة "حماس"، في ديسمبر 1990 في مدينة جدة، أي أثناء الغزو العراقي!
تقصيت من مصادر وشخصيات ذات صلة، ومصداقية، بمجلس الوزراء والدولة، إبان الغزو العراقي عن اللقاء المزعوم لوفد حركة "حماس" مع الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، ونفى جميع من عاصر، وكان شاهداً على تلك الكواليس السياسية الكويتية، صحة هذا الادعاء.
من جهة لا تقل أهمية، مر تسجيل مسرب بثته قناة "العربية" لقيادي آخر من الجماعة، وهو عصام السويدان يتحدث عن "تدريب 70 ألف شاب في السودان"، وعن "حرية" حركة الجماعة في الكويت، دون مساءلة وتحقيق!
السؤال: هل تدريب السيد عصام السويدان في السودان على حفظ القرآن وجوانب فقهية، أم التدريب على مهارات قتالية أو عصيان مدني؟ لا ندري!
السيد السويدان كان أحد أعضاء وفد "الجماعة"، الذين زاروا واشنطن أثناء الغزو العراقي، وأراد السويدان "الانفراد" مع ممثلي وزارة الخارجية، لمناقشة الغزو العراقي، ولم تتحقق رغبته، فضلاً عن البحث مع الوزير والسفير السابق الشيخ سعود الصباح (رحمه الله) عن تمويل، ومساومة للحصول على"50 مليون دولار، وخفضها لاحقا إلى خمسة ملايين"!
شهد الوزير والسفير السابق الأخ العزيز الشيخ سعود الصباح، رحمه الله، بهذه التفاصيل، وقدم معلومات دقيقة، في أكثر من لقاء تلفزيوني، وتصريح، وحديث في الكويت وخارجها، لكن لم تتحرك الجهات الرسمية المعنية في التحقيق، والتقصي!
جماعة "الإخوان المسلمين" لم يظل لها مأوى سوى الكويت، فهل تتعظ الحكومة من العملية الإرهابية في الأردن الأخيرة، وعلاقة الجماعة المباشرة بهذه العملية؟
أترك تقدير أهمية قراءة، وتقصي، هذه الوقائع، والأحداث السياسية، والأمنية، لوزارة الداخلية لحسم جدوى الحسم السياسي والأمني، لسموم جماعة "الإخوان المسلمين" في الكويت وخارجها.
KAltarrah@