الثلاثاء 22 أبريل 2025
28°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د.عدنان محرز
كل الآراء

أمنا الأرض في يومها العالمي... كيف نحميها ونحافظ عليها؟

Time
الأحد 20 أبريل 2025
View
20
د.عدنان محرز

يوم الأرض حدث عالمي يُقام كل عام في الثاني والعشرين من أبريل (نيسان)، ويهدف إلى تسليط الضوء على أهمية حماية البيئة، والحفاظ على الموارد الطبيعية، وحماية الكرة الأرضية لضمان ديمومتها، واستمرار الحياة عليها.

وهو اليوم الذي يعزز الانسجام مع الطبيعة، ويذكرنا بأهمية حماية جميع النظم البيئية والأنواع المختلفة على كوكبنا.

ففي عام 2009، أقرت الأمم المتحدة 22 أبريل يوما عالميا للأم الأرض، ليضاف بذلك إلى مجموعات سبق أن احتفلت بيوم الأرض في التاريخ نفسه للتأكيد بأننا جميعاً مسؤولون عن حماية كوكبنا، والعناية بجميع الكائنات الحية التي تعيش عليه. ويوضح موقع الأمم المتحدة الإلكتروني أن فكرة "أمنا الأرض" تُستخدم لأنها "تعكس الترابط القائم بين البشر والكائنات الحية الأخرى والكوكب الذي نعيش عليه جميعاً".

وكان يوم الأرض العالمي ردة فعل لتدهور وضع البيئية، بسبب الاستهلاك المكثف للغاز والمصانع، في وقت لم تكن صحة هذا الكوكب في بال، أو اهتمام أي إنسان، وذلك لانعدام الوعي حول البيئة، آنذاك.

وأتت الكارثة الإنسانية في عام 1969 حين تسرب أكثر من ثلاثة ملايين غالون من النفط في المحيط الهادي، وأدى ذلك لوفاة الكثير من الكائنات الحية، مما حدا بالسيناتور الأميركي غايلورد نيلسون إلى تأسيس يوم بيئي تثقيفي عقد للمرة الاولى في 22 أبريل 1970، وعرف بـ"يوم الارض العالمي" تكريماً لها ولنشر الوعي بين الناس للاهتمام بالبيئة الطبيعية، وتذكيرنا سنوياً أن علينا الحفاظ على هذه الأرض، إذ رغبنا في استمرارية وجود الجنس البشري عليها.

ومنذ ذلك التاريخ أخذ عدد المنظمين للاحتفال يتزايد عاما بعد عام، حتى وصل إلى أكثر من مليار شخص يجتمعون في جميع أنحاء العالم، كل عام للاحتفال بهذا اليوم العالمي، ولتذكير السياسيين بضرورة اتخاذ إجراءات للتحرك نحو أسلوب حياة أكثر استدامة يناسب الناس والكوكب، ويضمن مستقبلا واعدا لنا ولأجيالنا.

وفي هذا اليوم، تجتمع المنظمات البيئية أيضا من جميع أنحاء العالم لتسليط الضوء على الحاجة المُلحة لحماية النظم البيئية العديدة، التي تُشكل بيئتنا، وتتعرض لهجمات تغير المناخ والكوارث الطبيعية الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة، مثل حرائق الغابات والفيضانات والعواصف العاتية.

وهكذا بات أكثر من مليون نوع من الحيوانات والنباتات مُهددا بالانقراض بسبب فقدان موائلها، ويرجع ذلك أساساً إلى النشاط البشري.

لعل أفضل ما يمكننا فعله في يوم الأرض العالمي حماية البيئة وصون مواردها، وبذل الجهود لتعزيز الاستدامة والحد من التلوث، وزراعة الأشجار والخضار، التي تسهم بدورها في تحسين المناخ وحماية النظم البيئية، لتحقيق توازن بيئي يدعم جودة الحياة لنا، وللأجيال القادمة.

كما يمكننا أن نفعل الكثير مثل وقف الانتهاكات والممارسات الخاطئة بحق البيئة كحرق الغابات، وتدمير الأشجار، ورمي النفايات الضارة مثل المواد البلاستيكية، فهي المصدر الأول للتلوث البيئي، وتلوث المحيطات والأنهار، لأنها غير قابلة للتحلل، ويمكن استبدالها باستخدام البدائل التي يمكن إعادة تدويرها، فبدل الأكياس وعلب المياه المعدنية المصنوعة من البلاستيك، يمكن استخدام الأكياس القابلة للغسل، وإعادة الاستخدام، واستعمال البدائل الورقية بدلاً من العلب البلاستيكية.

للهيئات والمنظمات دور كبير في التوعية بيوم الارض العالمي، وذلك عن طريق نشر الوعي عن أهمية الاهتمام بالبيئة، وحماية الكائنات الحية التي تتعرض للانقراض نتيجة التلوث البيئي والصيد والرعي الجائر. وحماية الأراضي الزراعية من الملوحة، ومن انهيار تربتها وتفككها، ومنع أي ضرر قد يلحق بها جراء تصرفات شخصية غير مسؤولة.

الكثير منا لا يعلم أهمية كوكبنا، ولا مخاطر ممارساتنا، ولا يدرك أن حياتنا مرهونة بالمحافظة عليه، لذلك لا بد من التنويه بأن الحياة على الأرض تقع على عاتقنا، ولقد بدأنا نرى الآثار التي لا يمكن تلافيها ولا عكسها.

ليكن شعارنا "أرضنا حياتنا وإرثنا للأجيال القادمة"، وبيئتنا ليست مجرد مكان نعيش فيه، بل هي وجودنا وهي كنز لا يقدر بثمن.

من هنا، تأتي أهمية الاحتفال بيوم الأرض لنتشارك أفكارنا، ولنؤكد على الارتباط الوثيق بالعامل الأول لوجودنا، ونؤكد على أهمية دورنا بحماية أمنا الأرض.

كاتب سوري

آخر الأخبار