ستراتيجيات تقديم الذّات

حوارات

تشير الستراتيجية الى تخطيط محدّد لتنفيذ أهداف معيّنة، ويتوجّب على الانسان العاقل، الذي يرغب في عيش حياة ناجحة الحرص على استعمال ستراتيجيات محدّدة لتقديم نفسه للعالم الخارجي، وبسبب أنّها تشكّل كيفية نظر وتعامل الآخرين معه.

وهو أيضاً من يختار من تلقاء نفسه تشكيل انطباعات الناس عنه، ومن بعض الستراتيجيات الإيجابية والفعّالة في تقديم الذات في عالم اليوم المضطرب، نذكر ما يلي:

- المِصداقيّة: ينجح الفرد في تقديم نفسه للعالم الخارجي، ومن يوجد فيه من أفراد، عندما يحرص على الالتزام بالمصداقية (مطابقة الأقوال للأفعال)، وهو يسعى هنا إمّا لكسب ثقة الآخرين، أو لتقديم نفسه لهم كشخص يمكن الاعتماد عليه للايفاء بمسؤوليات وبواجبات بذاتها، والمصداقيّة الشخصية تمثّل أفضل ستراتيجيات تقديم الذّات بسبب ارتباطها بالقدرة على تكوين علاقات بنّاءة مع الناس.

- ستراتيجيَّة القدوة: يختار الفرد تقديم نفسه لأعضاء المجتمع الآخرين الذي يعيش فيه، على أنه قدوة أخلاقيّة إيجابية يمكن لهم محاكاة سلوكيّاته، والاستفادة منها في حياتهم الخاصة والعامة.

ومن أفضل القدوات في عالم اليوم المضطرب هم الملتزمون بشكل حقيقيّ دينياً وأخلاقياً، والمنضبطون نفسياً، ومن هم قدوات حسنة لصغار السن والشباب، والمفكّر القدوة، والمعلّم القدوة، والمسؤول القدوة، وولي الأمر القدوة للآباء وللأمهات الآخرين.

- التودّد الصّادق للناس ومداراتهم: تمثّل مداراة الناس، والتودّد الحقيقيّ إليهم أهمّ ستراتيجيات تقديم الذات، وأكثرها فعاليّة لأنها تؤدّي الى بناء علاقات فردية واجتماعية إيجابية، ومفيدة لكل الاطراف.

ومن المفترض أن يكون التودّد للأفراد الآخرين تودّداً صادقاً، وليس نفاقاً اجتماعياً موقتاً لتحقيق مصالح ضيّقة، ويؤدي اعتناق سلوكيات المداراة، والتلطّف، والرفق بالآخرين إلى نشر السلوكيات الإيجابية في المجتمع، مثل التعاطف المتبادل، وصلة الرحم والتكاتف، والتكافل الاجتماعي.

- تقديم نسخة مطوّرة للذّات: يختار أحدهم أن يغيّر حياته الشخصية الى الأفضل، فيبذل جهوده، وطاقاته الذهنية والبدنية، في تطوير شخصيته، واكتساب سمات سلوكيّة إيجابية، أو ربما يرغب في إعادة بناء شخصيته من جديد ليصبح إنساناً أفضل من السابق، فيقدّم نفسه للناس وفق آخر "نسخة" مطوّرة لذاته قابلة للتحديث.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi