واشنطن، طهران، عواصم - وكالات: رغم الإشارات الإيجابية الصادرة عن طهران وواشنطن في أعقاب الجولة الثانية من المحادثات بين الوفدين الإيراني والأميركي في روما، توقعت مصادر إسرائيلية انهيار المحادثات مستقبلا، ونقلت صحيفة "إسرائيل هيوم" عن المصادر غير الحكومية التي تحدثت مع مسؤول أميركي رفيع، أنه لا ينبغي أن تخشى تل أبيب من التقدم الذي أحرز في المحادثثات غير المباشرة بين المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، حيث أكد المسؤول الأميركي أن البيت الأبيض أوضح أن الرئيس دونالد ترامب لا يزال يدرك تمامًا التهديد الخطير الذي تشكله إيران، معتبرا أن ترامب يدير المفاوضات على طريقته الخاصة، مدركاً تماما ما يفعله، وفق قوله.
من جانبه، قال وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر إن إسرائيل ملتزمة بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية، لكنها مستعدة لحل القضية ديبلوماسيا، مؤكدا في مقابلة مع صحيفة "تلغراف" البريطانية أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف يسعى إلى تفكيك المشروع النووي الإيراني، سواء في مجال التخصيب أو التسليح، قائلا "أعتقد أن الإدارة الحالية ملتزمة بالتعامل مع هذه القضية ووضعتها في مقدمة جدول أعمالها، أهم شيء هو الهدف، لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي".
في غضون ذلك، أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي عن تفاؤله، وقال لصحيفة "لا ريبوبليكا الإيطالية" إن الجانبين على استعداد لمناقشة الجوانب المهمة مع كل منهما الآخر، مضيفا أنه راض عن التقدم الذي تم إحرازه حتى الآن، متابعا أنه "كان يمكن أن تنهار المحادثات خلال الجولة الثانية. بعد ذلك، كل شيء كان سيتوقف".
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أنه لا يزال مبكرا حضور الوكالة الدولية للطاقة الذرية في المحادثات، قائلا "لم نصل بعد إلى مرحلة تتطلب ذلك"، مؤكدا أن الوكالة ستكون جزءا من العملية، وسيكون لها دور مهم في أي اتفاق محتمل، لأنها المعنية بالتحقق والإشراف على التزامات إيران في مجال البرنامج النووي، ونحن لا نقبل بأي هيئة أخرى أن تتحقق في هذا الشأن.
بدوره، شكر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، سلطنة عمان وإیطالیا علی الإستضافة المشتركة للجولة الثانية، قائلا على منصة "إكس"، "نغادر روما ونحن نشكر عُمان وإیطالیا علی الإستضافة المشتركة للجولة الهامة"، مضيفا أنه في ظل الظروف التي یواجه العالم التحدیات والتهدیدات غیر المسبوقة ضد سیادة القانون والقیم الإنسانية المشتركة فنحن مازلنا متمسكين بالحوار والديبلوماسیة كأداة منقطعة النظیر لتسویة القضایا.
من جهتها، رحبت دول الخليج العربية بالتوافق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وإيران خلال الجولة الثانية من المحادثات التي رعتها سلطنة عُمان في العاصمة الإيطالية روما، مثمنة إعلان سلطنة عمان الانتقال إلى المرحلة التالية من المحادثات الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق منصف ودائم وملزم، معربة عن المل في أن تتوج المحادثات باتفاق شامل يحقق مصالح الطرفين، ويعزز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون والحوار الإقليمي، مؤكدة دعمها الكامل لنهج الديبلوماسية والحوار لحل القضايا العالقة بين البلدين كافة، مجددة تقديرها لسلطنة عُمان على دورها البناء في تقريب وجهات النظر بين الطرفين.