الثلاثاء 22 أبريل 2025
28°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
عراق محمد شياع السوداني
play icon
كل الآراء

عراق محمد شياع السوداني

Time
الاثنين 21 أبريل 2025
View
70
حسن علي كرم

لم يكن مفاجئاً ان ترسل قيادة العراق (رئيس الجمهورية السيد عبداللطيف رشيد، ورئيس الوزراء دولة السيد محمد شياع السوداني) رسالتين الى المحكمة الاتحادية العراقية، وهي اعلى سلطة قضائية عراقية،ويطعنان ببطلان اتفاقية خور عبدالله.

ومن المقرر ان تنظر المحكمة في الطعنين، وهو قرار نستطيع ان نسميه بالمفاجئ، وغير المتوقع في ظل عراق لا يزال منقسماً شعبياً وسياسياً.

بتقديري قرار المحكمة لن يكون بخلاف رأي الرئيسين اللذين يمثلان اعلى سلطة سياسية وقيادية ودستورية في العراق الجديد، بظل دستور 2005، ليس عراق صدام حسين، ولن يكون قرار الفرد الواحد، فالديمقراطية التي ينعم بها العراقيون بعد زوال النظام الديكتاتوري، وفي ظل الدستور الجديد، هي اكبر واعظم نعمة ينعم بها العراقيون، وازعم انها مكان حسد من كل الديار العربية، بلا استثناء، وحتى تلك الديار التي تتبجح بدستورها التقدمي سيكون مجرد علامة سوداء لتقييد الشعب. هناك من العراقيين، رغم تنعمه بدستور حضاري متقدم، لكنه يدأب على ان الدستور وضعه الاميركان، وينعتونه بـ"دستور بريمر" القائد العسكري الاميركي الذي عُين مسؤولاّ لإدارة شؤون العراق بعد سقوط النظام الديكتاتوري الصدامي الجهنمي.

اقول اعطوني دولة، عربية او اسلامية، شعوبها تنعم بكل اوجه الحرية مثلاً العراق حالياً، ولعل الاهم هو حرية القول والتعبير والعمل وممارسة العقائد الدينية لا سيما في بلد متعدد الطوائف، والاديان والمذاهب، مثل العراق الجديد.

إن العراق الجديد من حق الشعوب الاخرى، اذا حسدت العراقيين، فالحرية نعمة لا يشعر بها الا من هو محروم منها، من هنا اقول: لا تحسدوا العراق، ولعل مذكرتي الطعن من اعلى سلطة في الدولة إلى المحكمة الدستورية، إلا نموذج من الحكم الديمقراطي، فهل ثمة دولة يستطيع رئيسها بجرة قلم ان يلغي قرارات المحكمة.

يبقى في الجانب الاخر لا يزال العراق خاضعاً للقرارات الدولية الصادرة من مجلس الامن الدولي، بعد جريمة غزو الكويت اغسطس 1990، وهو لن يستطيع ان يفلت من قيود القرارات، وينعم بالحرية الكاملة، الا اذا رفعت عنه جميع القرارات، ومنح الشهادة البيضاء بخلو سجله من مشكلات الدولية.

خور عبدالله ليس كل المشكلة الباقية بين الكويت والعراق، فهناك نقطة الحدود البحرية التي لا يزال العراق يتعنت بها، والكويت لن تدخل في معركة غير مجدية على خلافات حدودية(بحرية او برية)، مع نظام عراقي يسعى للسلام وتكوين علاقات اخوية، مع الجيران خصوصا الكويت الجار الاقرب والاهم.

العراق الجديد لا مكان فيه للغوغائيين والعملاء، والمأجورين والقبيضة من السفارات، لذا ينبغي، كي يفوز بجائزة النجاح ويصطف مع الدول الناجحة، تنظيف الشوارع، وخصوصا بغداد من الغوغاء و"الهويسة" فالهوسات التي تخترق شوارع بغداد او البصرة او العمارة، ليست حباً للعراق إنما سعياً للتخريب، وافشال الديمقراطية خدمة للبعثيين المتآمرين على النظام والديمقراطية... العراقيون شعب يستحق الحياة.

صحافي كويتي

[email protected]

آخر الأخبار