الثلاثاء 22 أبريل 2025
29°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الخلافات الأسرية ... لاَ تُفْشِ مَا لاَ يَنْبَغِي إفْشَاؤُه
play icon
كل الآراء

الخلافات الأسرية ... لاَ تُفْشِ مَا لاَ يَنْبَغِي إفْشَاؤُه

Time
الاثنين 21 أبريل 2025
View
30
د.خالد الجنفاوي
حوارات

يجدر بالإنسان العاقل، لا سيما الرجل الرزين، ألاّ يفشي ويذيع خلافاته، العائلية والأسرية، في العالم الخارجي، خصوصا عند الغرباء، بسبب ما سيجلب عليه هذا السلوك الهدّام من عواقب سلبيّة للغاية، ونذكر منها ما يلي:

-استخفاف واستهانة الآخرين: يستخفّ الناس، وربما يستهزئون بذلك الشخص المضطرب الذي يبثّ على كل من يتحدّث معه في الحياة العامة خلافاته الأسرية، ويجعلها مادة حديث مفضّلة في المناسبات العامة، وبينما يمارس هذا السلوك السلبي، فهو سيحصد فقط استصغار الانسان الآخر له، والذي ربما سيتعامل معه كإنسان سفيه لا يستطيع مسك لسانه.

-الخلافات الأسريّة أسرار خاصة: يمتنع المرء العاقل، لا سيما الرجل السَّمْت، عن إفشاء خلافاته العائلية و الأسريّة في الحياة العامة، لأنه لا يرغب في بثّ أسراره الخاصة للآخرين الغرباء، ومن يكشف عن أسراره الخاصة من تلقاء نفسه يُظهر ضعف شخصيته، وربما يعلن عن حمقه، ولا عجب إذا استهزأ الآخرون به، بسبب أنه لا يستطيع السيطرة على نفسه وعلى لسانه.

-انخفاض المكانة الاجتماعية: من يفشي خلافاته الأسرية في الحياة العامة، يهدم بلسانه المكانة الاجتماعية لأسرته، فتوجد في كل الأسر خلافات وصراعات، وتنافس، وربما أحياناً تباغض نرجسي، لكن إذا كُشف عن هذه الخلافات للعامة، فسيؤثّر هذا السلوك السلبي على مكانة الأسرة في بيئتها الاجتماعية، وسينتشر عنها تفكّكها، وتباغض أعضائها، والناس في الحياة العامة يصدرون أحكامهم الشخصية على ما يظهر لهم في العلن.

-زيادة التباغض الأسري: يزيد تشاحن وتباغض أعضاء الأسرة، إذا أصبحت خلافاتهم الشخصية في ما بينهم مادة لأحاديث الآخرين الغرباء، فيؤدّي إفشاء هذه الخلافات إلى تدخّل الغرباء، وتعقيد الخلافات الأسريّة، وتحوّلها الى ما يشابه قضايا رأي عام في البيئة الاجتماعية المحيطة.

والنتيجة الحتمية لهذا السلوك الهدّام هو انتشار النميمة والغيبة، وتبادل الاتهامات بين الأهل ما سيزيد التباغض بينهم.

-توريث الحقد الأسري: يؤدّي نشر الخلافات الأسرية على الملأ الى ترسيخ الكره الأسري- الأسري، وربما يقود هذا النهج السلوكيّ الهدّام الى توارث الأبناء للحقد الأسري، وتفكّك الأسرة لأجيال قادمة.

كاتب كويتي

آخر الأخبار