حوارات
تدلّ الفطنة على الفهم، وسرعة الادراك، لما يحدث ويجري ويدور في حياة الانسان، لا سيما ما يجري حوله، والفطنة ضدّ بلادة الفهم.
ومن بعض السلوكيّات الشخصية السلبية التي ستؤدّي حتماً إلى إضعاف فطنة المرء في عالم اليوم المضطرب، نذكر ما يلي:
البِطْنَة تذهب الفطنة: يفرط المرء في تناوله للطعام، فيخدر جسده وعقله، وربما تقلّ فطنته إذا أصبح ذا بطن كبير، ويؤدّي الشره في تناول الطعام الى إضعاف القدرات، والآليات الذهنيّة في العقل، وربما يرسّخ الانفصال المستمر عن الواقع المحيط، فمن لا همّ له في الحياة سوى ملء بطنه، يصعب تصوّر امتلاكه لسرعة الفهم (الفطنة).
-الإفراط في السلوكيّات الشخصية: كل تصرّف شخصي يزيد عن حدّ المنطق، ويتجاوز ما هو معتدل، لا بدّ أن يُضعف الفطنة، وذلك بسبب أنّ المفرِط في أقواله وتصرّفاته يصعب عليه الانتباه لما يجري حوله في العالم الخارجي، وبسبب أنّ الانغماس شبه الكامل في ردود الفعل المفرطة، على سبيل المثال، يُضفي غشاوة على العقل تمنعه من التفكير السليم.
-مصاحبة بليد الفهم تُضعِف الفطنة: يختار أحدهم أن يصاحب إنساناً آخر غليظ الفهم، فيتأثّر تلقائيّاً بطرق تفكيره البليدة، وربما يبدأ يحاكي سوء فهمه.
ولا عجب أن تضعف فطنته، بسبب أنّه اِمتنع باختياره عن مصاحبة العقلاء، وأصحاب الأذهان المتوقّدة، وهم يوجدون في كل مجتمع إنساني، وما على المرء سوى النظر خارج نطاقه الشخصي الضيّق، وسيجد متوقّدي الذّهن في كل مكان.
-الامتناع عن القراءة: يختار أحدهم ألاّ يقرأ عن أي شيء، بسبب ظنّه أنّ القراءة هي تضييع للوقت، لكن منطقياً، من يستمر بالقراءة عمّا يجهله، ستكون أحواله الحياتية أفضل ألف مرّة ممّن يختار البلادة الفكريّة، وغلظة الفهم، والاتكاليّة الفكرية والنفسية على الآخرين، والقراءة أفضل وقود للفطنة.
-الاعتماد الكامل على الهاتف الذّكي: يؤدّي افراط استعمال الهاتف الذّكي الى اهمال استعمال الآليات الذّهنية الفطريّة، ما يؤدّي الى إضعافها تدريجياً، وربما سيؤدّي الاعتماد الكامل على الهاتف في إجراء العمليات التفكيرية الاعتيادية الى خمول العقل، وربما ضمور خلاياه العصبية.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@