إيران ترفض نقل مخزونها من اليورانيوم المخصّب وتسعى لاتفاق جيد وسريع

طهران، عواصم - وكالات: فيما تستضيف العاصمة المعانية مسقط اليوم الأربعاء، النقاشات الفنية بين الوفدين الإيراني والأميركي، ليتم بعدها عقد الجولة الثالثة من المحادثات بينهما السبت المقبل، رفضت إيران أمس، ما يشاع بشأن نقل مخزونها من اليورانيوم المخصّب إلى خارج البلاد، واصفة القضية بأنها أحد الخطوط الحمر بالنسبة لطهران، وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني إن بعض القضايا الأخرى قابلة للحوار لكن نقل اليورانيوم إحدى القضايا التي تعد من الخطوط الحمر، واصفة المحادثات الإيرانية - الأميركية الجارية حاليا بوساطة عمانية بأنها "بناءة"، قائلة "نسعى للتوصل إلى اتفاق جيد يحفظ مصالحنا الوطنية"، مضيفة "لسنا في عجلة من أمرنا لكن من جهة أخرى بالتأكيد لا نرحب بمفاوضات استنزافية، وبالتالي نعتقد أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق جيد في فترة قصيرة".

من جانبه، كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن فرصا اقتصادية بقيمة تريليون دولار يمكن أن تكون متاحة أمام الشركات الأميركية، قائلا في كلمة كان من المقرر أن يلقيها عبر دائرة تلفزيونية في مؤتمر كارنيغي للسلام وألغيت بعد قرار الجهة المنظمة لتحويل صيغة الخطاب من كلمة فردية لمناظرة، إنه توجد فرص اقتصادية بتريليون دولار في إيران، وتشمل الشركات القادرة على المساعدة في مجال إنتاج الطاقة النظيفة عن طريق مصادر غير هيدروكربونية، متابعا أن أي اتفاق قد يتم التوصل إليه يجب أن يرتكز على حماية المصالح الاقتصادية الإيرانية إلى جانب برنامج قوي للرصد والتحقق يضمن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، معتبرا أن هذا النهج وحده قادر على تحقيق الاستقرار والثقة على المدى الطويل

بدوره، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي تاجيل المحادثات بين إيران والولايات المتحدة على مستوى الخبراء والتي كان من المفترض أن تنعقد اليوم الأربعاء، وذلك إلى يوم السبت المقبل، كاشفا أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي سوف يبحث مع مسؤولين صينيين المفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن ورفع العقوبات الأميركية، إلى جانب العلاقات المشتركة، قائلا "نبذل كل ما بوسعنا لتوفير مناخ إلغاء العقوبات في أسرع وقت ممكن"، معربا عن استعداد طهران لبناء الثقة، لافتا إلى أن إيران عملت خلال العقود الثلاثة الماضية على إزالة المخاوف بشأن برنامجها النووي عن طريق اتخاذ إجراءات طوعية وشفافة، مشيرا إلى أن مطلب إيران الرئيسي في أي محادثات هو رفع الحظر بطريقة ملموسة ومؤثرة تماما، بحيث تكون طهران قادرة على ممارسة أنشطتها الاقتصادية والتجارية والمصرفية بشكل طبيعي وضمان عدم تكرار التجارب الماضية، مجددا التأكيد أن المحادثات الحالية تتركز حصرا على الملف النووي ورفع العقوبات، مضيفا أن هذا هو إطار التفاوض ولا يتم تناول قضايا أخرى.

في غضون ذلك، أفاد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية بأن الولايات المتحدة أضافت نحو 10 شركات إيرانية إلى قائمة العقوبات، مشيرا إلى أنه أدرج مواطنين إيرانيين، بالإضافة إلى 12 شركة مرتبطة بالغاز والشحن على قوائم العقوبات الجديدة المفروضة على طهران.

إلى ذلك، صادق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على معاهدة الشراكة الستراتيجية الشاملة مع إيران، وقال الكرملين إن المعاهدة تمنح روسيا موطئ قدم أكثر رسوخا ضمن محور إقليمي لكسر طوق العقوبات وتأسيس بنية عالمية جديدة قائمة على تعدد الأقطاب، بينما جدد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن ترحيب قطر بتوافق الولايات المتحدة وإيران على الانتقال الى المرحلة التالية من المفاوضات الهادفة للتوصل إلى اتفاق منصف ودائم وملزم بما يعزز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.