حوارات
يستطيع الانسان التحكّم بلغة جسده، لكن يوجد جزء معيّن من الجسد يصعب التحكّم به طوال الوقت، ألا وهو العين، فيقول الشاعر العبّاسي: "ألا إنّ عينَ المرءِ عُنوانُ قَلبهِ، تُخبِّرُ عنْ أسْرارِهِ شاءَ أمْ أبى".
ولقد قيل في السابق "اِسْتَنْطِقْ العُيون تَعْلَمْ الْمَكْنُون"، ويجدر بالمرء العاقل في عالم اليوم المضطرب، الذي يكاد يفيض بسلوكيّات النفاق والتصنّع، والتكلّف والكذب والتلاعب، أن يتعلّم كيفية فهم لغة العيون، ومن بعض مبادئ ووسائل استنطاق العيون، نذكر ما يلي:
- العين المضطربة عنوان للقلب المضطرب: تضطرب عين الانسان أحياناً كثيرة بسبب ما يشعر به داخلياً، فعدم الاتّزان العاطفي أو التعرّض لضغط نفسيّ شديد، لا بد أن تظهر علاماتها في لغة الجسد، وبخاصّة في العيون المتقلقلة، ولا تثبت عين الانسان عندما يتعرّض لضغوط نفسيّة تكاد تقضي على تحكّمه بلغة جسده.
- التَّحْدِيق وإمعان النّظر: يمعن الفرد النّظر إلى شيء ما عندما يرغب في رؤيته بشكل أوضح، ويحدّق بعينيه تجاه الأفراد الآخرين عندما يكون مهتماً بهم، سلباً أو إيجاباً، والفرد النّبيه يعرف الفرق بين التّحديق الطّبيعي ولتّحديق المُفرِط، وهما سلوكان مختلفان في غاياتهما ومعانيهما.
-تفادي النّظر في عيون الآخرين: يتفادى الشخص النّظر في عين الانسان الآخر لأسباب مختلفة، منها على سبيل المثال، شعوره بالخوف منه، أو لشعوره بالإحراج، أو لعدم رغبته في معرفة الآخر، لما يكنّه في صدره تجاهه، أو لعدم رغبته في التواصل معه، أو للرغبة في تجاهله.
- عين الحسد والبغض والشزر: ينظر أحدهم تجاه شخص آخر بطرف عينيه غضباً أو حسداً، أو بسبب بغضه الشديد له، ويتقلّص وجهه، ولا تغيب هذه النّظرة الحانقة على عقول الواعين لما يجري ويحدث حولهم في العالم الخارجيّ، وكأنّ اللّحظ الشديد هنا سهام سامة تنطلق من عين الحاسد، أو المُبغض، يتمنّى لو أنها اخترقت قلب ضحيته.
- عيون الحبّ والمودّة: يتّسع بؤبؤ عين المحبّ عندما ينظر إلى من يحبه، وتنفرج أسارير وجهه، وكأنه يدعوه إلى الدخول في عينيه وقلبه المحبّ له، وشتّان بين عيون البغض والمحبّة.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@