سلوكيّات عقلانيّة في عالم مضطرب

حوارات

العالم مضطرب منذ نشأته، لكن ترتفع موجات اضطرابه عندما تبدأ موازينه المعتادة تختل بشكل ملاحظ، ويجدر بالإنسان العاقل اتّباع واعتناق "سلوكيّات عقلانيّة"، بهدف تحقيق تعامل فعّال وناجح، مع كل أحوال وأوضاع، وظروف العالم المضطرب المحيط به، ومن بعضها نذكر ما يلي:

-تقديم العقل على العاطفة: يجدر بالعاقل أنّ ينتهج أفضل طرق التفكير (العقلانيّة) لكي يتمكّن من التعامل الفعّال والناجح، مع التقلّبات المفاجئة للبيئات المضطربة حوله، والالتزام بممارسة التفكير العقلانيّ، بدلاً من الانغماس السريع في التفكير العاطفيّ، سيؤدّي الى العثور على أفضل الحلول، وإلى تفادي أسوأ العواقب.

-السلوكيّات الشخصية المُتَّزِنة: من يرغب في تفادي التأثيرات السلبية المختلفة لعالم اليوم المضطرب، يتوجّب عليه الحفاظ على سلوكيّاته الشخصية متّزنة ومحسوبة، ودقيقة وهادفة للغاية، ومن يوازن سلوكيّاته، قدر استطاعته، سيكون هو الأقرب الى تحقيق النجاح الحياتي الذي يرغب في تحقيقه.

-حسم الأمر قبل الابتلاء به: لا يمكن أحيانا توقّع ما سيحدث بعد لحظات في عالم اليوم المضطرب، ومن الأفضل للإنسان العاقل أن يحسم كل أمر حياتي سلبي يواجهه، بأسرع وقت ممكن، بدلاً من تفاقمه وتحوّله في بيئة مضطربة إلى مشكلة يصعب حلّها.

-التوسّط والاعتدال: يأخذ العاقل موقفاً وسطاً في أغلب شؤونه الحياتية، الخاصة والعامة، فلا يفرط في ردود أفعاله، ولا يفرّط بما يجب عليه الإيفاء به، والعلاج الأمثل لاضطراب العلاقات، الأسرية والاجتماعية، في عالم اليوم المضطرب.

على سبيل المثال، هو الاعتدال في القول والفعل، وفي ردود الفعل الشخصية.

-التكيّف السريع مع الظروف المتغيّرة: يحرص العاقل على امتلاك مهارات التكيّف والمرونة، الفكريّة والنفسيّة والسلوكيّة، بهدف التعامل الفعّال مع ظروف العالم المضطرب، وكلما زاد عقل الانسان، انتظمت سلوكيّاته وتأقلم فكرياً وتكيّف نفسياً، ونجح حياتياً.

-تحديث المهارات الشخصية: العاقل الأريب هو من يحدّث باستمرار مهاراته، الفطريّة والمكتسبة، وفقاً لما يتغيّر حوله من ظروف حياتية.

وإذا كانت أحد أبرز التأثيرات السلبية لعالم اليوم المضطرب هي نشوء مشكلات، لم يسبق لها مثيل، فالتركيز على تطوير مهارة حلّ المشكلات سيصبح هو الخيار العقلانّي الأمثل.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi