زايد لـ"السياسة": دينار للتر الحليب لولا مزارع الصليبية
ناجح بلال
أكد خبير الإنتاج الحيواني وتجارة اللحوم محمد صلاح زايد أن عدد مزارع الأبقار في الصليبية 50 مزرعة ويعمل أصحابها على توفير الالبان واللحوم بالبلاد رغم حرارة الصيف التي تقلل الانتاج بنسبة 50 %.
واقترح زايد في حوار مع "السياسة" أن تستثمر الكويت خارجيا في مصر والسودان نظرا لوفرة المياه وزراعة الاعلاف، لاسيما أن الطائرات يمكن أن تنقل الأبقار للكويت حيث تقدر حمولة الطائرة الواحدة بـ 150 بقرة.
وأشار إلى أن أصحاب المزارع الكويتية بحاجة ماسة لرفع قيمة دعم الالبان من 80 إلى 120 فلسا للتر لتكون حافزا على استمرار الكويت في انتاجها، واليكم التفاصيل:
- أصحاب مزارع الأبقار يخسرون نصف إنتاجهم من الألبان خلال الصيف
- أقترح أن تستثمر الكويت خارجياً في تربية الأبقار في مصر والسودان
- أصحاب المزارع بحاجة ماسة لرفع قيمة دعم الألبان من 80 إلى 120 فلساً للتر
محمد صلاح زايد متحدثا للزميل ناجح بلال (تصوير- رزق توفيق)
بداية متى بدأت العمل كمستثمر في مزارع الأبقار في الكويت؟
دخلت الكويت عام 1978 وتوجهت مباشرة إلى مزارع الالبان بالصليبية حيث أن تخصصي انتاج حيواني، وعملت خمس سنوات موظفا ثم لحسابي في تجارة اللحوم وكنت أستورد للمزارع الأعلاف والأبقار من ألمانيا ودول أخرى منذ عام 1982 حتى الغزو في 1991، حيث كنت أسافر لألمانيا وهولندا لشراء الأبقار واستيراد الاعلاف للمزارع.
وهل كانت لديك شركة خاصة؟
امتكلت "شركة منصور ومحمد صلاح لبيع اللحوم الطازجة"ومحلات وسيارات لتوزيع اللحوم إلى أن جاء الغزو وسرق كل الاصول ودمر المحلات وسرق جنود الاحتلال بقر المزارع ودمروها وتم سجني في العراق لمدة شهرين ونصف.
ولماذ تم اعتقالك أو أسرك؟
وقفت ضدهم عندما حاولوا سرقة أبقار مزرعة "محمد النزال المعصب" رحمه الله الذي كان مختارا للفروانية وعندما منعتهم من سرقة الابقار تم إبلاغ العقيد عبدالرزاق من الفيلق الثالث العراقي أن مصريا قام بمنعنا من تحميل الابقار لأنهم كانوا مكلفين من العقيد بنقل الأبقار الى العراق ففتشوا علي حتى اقتادوني لسجن في بغداد.
وكيف عدت للنشاط بعد تحرير الكويت؟
استثمرت بعد التحرير مباشرة في إحدى المزارع الكبرى حيث قام الجنود العراقيون بتدمير جميع المزارع بلا استثناء، وظل حال المزارع صعبا حتى قدوم الشيخ صباح الأحمد أميرا للكويت في عام 2006،حيث عانى أصحاب المزارع من غياب الدعم 13 سنة، وكان صاحب المزرعة يبيع لتر الحليب.
بـ 150 فلسا وكانت الدولة قبل الغزو تدعم لتر الحليب بـ 80 فلسا ماكان يعوض أصحاب المزارع حيث كان هذا الدعم يغطي رواتب العمالة.
وقتها أعلنت أكبر شركة متخصصة في الالبان في الكويت والمؤسسة من 15 شركة أنها خسرت حوالي 4 ملايين ونصف دينار وحملت الشركة كل الخسائر على المساهمين علما بأنني كنت مستثمرا واستملكت المزارع مدمرة وعندما تسلمت المزارع وجدت عدة نقاط أثروا على عملي أولها تدمير المزارع وكان اصلاحها على حسابي حسب شروط بند الاستثمار، وقمت بالبناء والاصلاح وشراء محلب آلي واستوردت الابقار.
استوردت الأبقار من أي دولة وكم كان عددها؟
استوردت من ألمانيا 136 بقرة حمولة طائرة كبيرة والمشكلة التي واجهتها في مطار الكويت خلال وصول الطائرة أن الحمولة جاءت باسمي وكان المفروض أن تأتي باسم شركة استيراد ولكن بفضل الله تم حل المشكلة لاسيما وأن الابقار كانت حية ولذا كان ضروريا تنزيلها بعد أن أحضرت لهم تصريحا باستيراد أبقار باسمي من الوزارة.
لكن لو كانت البضاعة غير ذلك لمنع تنزيلها بصورة نهائية وايضا تحملت حصة المزرعة من خسائر"الشركة الكبرى للالبان" وتحملت تلك الخسائر نيابة عن المزرعة التي كنت أديرها لحسابي وكانت مبالغ كبيرة عبارة عن: أولاً إعادة تأهيل المزرعة بعد تدميرها وتحمل خسارة اكثر من مليون دينار نتجية وقف دعم الحليب لمدة 13 عاما، كما قمت بسداد خسارة الشركة عن اصحاب المزرعة التي كنت أستثمرها وكان من ضمن الخسائر توريد الألبان بدون دعم وعندما جاء الدعم في عام 2006 طلب مني أصحاب المزرعة تركها.
وأنا استملت المزرعة وكانت بحدود 5000 متر ووسعت المزرعة بمزرعتين واحدة منهما 56 ألف متر وأخرى 200 ألف وكنت لا أعلم وقتها أن القانون يمنعني كوافد من الاستثمار في الكويت، حيث إن القانون يسمح بالشراكة شريطة أن يكون يملك الشريك الكويتي حصة لاتقل عن51% والوافد 49% أوأقل ولذلك كان العقد الذي تم تحريره باطلا لذا اعدت المزرعة لأصحابها بعد أن رفع أصحاب المزرعة قضية لفسخ العقد وترتب على ذلك حقوق لي من خلال لجنة ثلاثية ولجنة هندسية ولجنة حسابية وقدرت حقوقي بحوالي 3.5 مليون دينار وعندي ثقة ويقين في القضاء الكويتي الشامخ في أن أحصل على كامل حقوقي.
ماذا عن وضع مزارع الصليبية؟
بحاجة لدعم من الدولة لأن قيمة الدعم لم تزد منذ عام 2006 خاصة وأن أصحاب المزارع يخسرون في الصيف ماكسبوه في الشتاء، بسبب ارتفاع درجة الحرارة فمن ينتج في الصيف 10 أطنان يوميا من الألبان في الشتاء تنخفض إلى 5 اطنان، حيث إن الابقار في الحر تزيد من شرب المياه وتريد الأكل كثيرا وحاولنا التحايل على الطبيعة بشتى الطرق من خلال تبريد البخار وخلافه ولكن لم تفلح الطرق.
ولماذا لا يتم تكييف المزارع؟
يصعب ذلك بسبب رائحة الابقار حيث لابد من التهوية، فقد تحمل اصحاب المزارع منذ تاسيسها في عام 1960 وإلى يومنا هذا الظروف القاسية ومازالوا يمارسون نشاطهم، لذا فهم بحاجة للدعم فعلى سبيل المثال أنا كنت أستورد البقرة بعد التحرير بـ 350 دينارا وكان سعر لتر الحليب 150 إلى 160 فلسا وحاليا وصل سعر البقرة 1400 دينار ومازال سعر الحليب نفسه ولذا يجب تقديم الدعم لأن عدم انتاج المزارع الكويتية للالبان يعني وصول لتر الحليب الى دينار خوصا أن وزارة التموين تحصل على 100 طن يوميا من ألبان المزارع.
وتنتج مزراع الصليبية يوميا 240 طنا من الالبان لذا فالمزراع توفر الالبان للحكومة وللمستهلك بأسعار معقولة لذا يجب رفع الدعم الى 120 فلسا مع ضرورة عدم تأخير استلام الدعم.
هل يمكن أن تستثمر الكويت في بعض الدول بهذا المجال؟
أعتقد أن الكويت بإمكانها الاستثمار في مصر والسودان ولديهما الايدي العاملة والمياه، خصوصا أن مصر لديها الإمكانية في توفير البرسيم والاعلاف ويمكن أن توفر المنتج الحيواني سواء لحوم او البان إلى الكويت مثلما تأتي الالبان يوميا من الدول الاوروبية، فالامارات نجحت في زراعة البرسيم في توشكا بمصر وتصدر للعديد من الدول.
هل تؤيد التكامل في الانتاج الحيواني بين دول الخليج؟
هناك تعاون خليجي في هذا المجال ولكن يجب أن يشمل هذا التعاون الدول العربية.