نعش البابا فرانسيس يمر عبر الكولوسيوم في روما
بحضور ملوك وزعماء ورؤساء وقادة دول وأفراد من العائلات الملكية وعشرات الآلاف من المشيعين
دُفن جثمانه بكاتدرائية سانتا ماريا ماجوري في روما خارج أسوار الفاتيكان
جنيف - وكالات: دُفن جثمان البابا الراحل فرنسيس، أمس، بكاتدرائية سانتا ماريا ماجوري، وهي خارج أسوار الفاتيكان، وإحدى الكنائس الباباوية الأربع في روما، بعد قداس جنائزي مهيب بساحة القديس بطرس في روما، حضره عشرات الآلاف من المشيعين، إضافة إلى حضور عدد كبير من زعماء العالم والقادة والملوك، وأفراد العائلات الملكية، والقداس تضمن قراءات وصلوات خاصة بحسب التقاليد الكاثوليكية.
وجرى نقل نعش البابا في موكب مهيب وبطيء نحو بازيليك سانتا ماريا ماجوري في روما، لإتمام مراسم الدفن، وغادر الموكب الفاتيكان، سالكاً طريقاً يمتد لمسافة 6 كيلومترات فوق نهر التيبر.
وكان الموكب قد واصل طريقه في وسط مدينة روما وصولاً إلى ساحة فينيسيا، ومروراً بجوار الكولوسيوم، قبل أن يتجه شمالاً ليصل إلى بازيليك سانتا ماريا ماجوري.
ولم يُسمح للجمهور بمرافقة موكب نعش البابا مباشرة، بل أتيح لهم متابعته من خلف حواجز منتشرة على طول الطرقات.
وقال مسؤولون محليون إنه جرى إرسال ثلاثة آلاف متطوع على امتداد الطريق، لتوفير الإرشادات والمساعدة الطبية والماء للجمهور،الذي لم يُسمح له بحضور مراسم دفن البابا داخل بازيليك سانتا ماريا ماجوري.
وكان الفاتيكان قد قال إن إجمالي 130 وفدا، بما في ذلك 55 رئيس دولة و14 رئيس حكومة و12 ملكا، ومئات الشخصيات الرسمية الحالية والسابقة حضروا مراسم جنازة البابا فرنسيس.
وتوافدت الوفود الرسمية لإلقاء النظرة الأخيرة على نعش البابا داخل الكنيسة في الفاتيكان، وسط استعدادات أمنية ولوجستية مكثفة.
وشهدت المراسم حضور عدد من كبار قادة العالم أبرزهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب برفقة زوجته ميلانيا، كما وصل الرئيس الأميركي السابق جو بايدن برفقة زوجته جيل إلى ساحة القديس بطرس.
حمل نعش البابا فرانسيس أمام كبار الشخصيات بما في ذلك ترامب وماكرون في ساحة القديس بطرس
كما حضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
وشارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى روما برفقة زوجته أولينا زيلينسكا مع وفد رسمي أوكراني، بحسب ما نقلته الإذاعة العامة الأوكرانية "سوسبيلني" عن متحدث باسم الرئاسة.
وفي ظل غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تلاحقه مذكرة توقيف دولية صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، مثّلت روسيا في الجنازة وزيرة الثقافة أولغا ليوبيموفا، إلى جانب وفد من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
ومن أميركا الجنوبية، حضر الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، إلى جانب نظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
وشهدت مراسم الجنازة حضوراً ملكياً واسعاُ، من بينهم ملك بلجيكا فيليب وزوجته، وملك إسبانيا فيليبي السادس وزوجته، بالإضافة إلى ملك الأردن عبد الله الثاني وزوجته، وملك ليسوتو ليتسي الثالث، وأمير موناكو ألبرت الثاني وزوجته.
كما حضر رؤساء فرنسا والغابون وألمانيا وإيطاليا والفلبين وبولندا، والعديد من أفراد العائلات المالكة الأوروبية.
كما شارك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، إلى جانب رئيس البرتغال مارسيلو ريبيلو دي سوزا، ورئيس وزرائه لويس مونتينيغرو ورئيس الحكومة السويسرية كارين كيلر سوتر ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
ومن بين الحضور أيضا الأمير ويليام ممثلا عن العائلة المالكة البريطانية، وملك إسبانيا فيليبي السادس والملكة ليتيثيا وملك بلجيكا فيليب والملكة ماتيلدا.
إلى ذلك، احتشد مئات الآلاف أيضاً من محبي البابا بين مشردين وفقراء ومؤمنين، في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان .
وحمل نعشه عبر الأبواب الرئيسية للجنازة التي تُقام في الهواء الطلق، حيث تجمعت صفوف كبيرة من الشخصيات الأجنبية على جانب واحد من الرواق الحجري، في مواجهة مئات الكرادلة على المقاعد في الجهة المقابلة.
فقد حضر حوالي 250 ألف مشيع في الساحة الواسعة المرصوفة بالحصى والطريق الرئيسي المؤدي إلى الكاتدرائية لمتابعة المراسم التي رأسها الكاردينال جيوفاني باتيستا ري، وهو أسقف إيطالي يبلغ من العمر 91 عاما.
وشهد الفاتيكان والعاصمة الإيطالية روما خلال الأيام الأربعة الماضية، تدفقا جماهيريا كبيرا إلى الفاتيكان حيث توافد نحو 100 ألف شخص لتوديع البابا قبل مراسم دفنه وفق ما أوردته وسائل الإعلام الإيطالية، وبدأ الفاتيكان أول من أمس مراسم إغلاق نعش البابا فرانسيس استعدادا لتشييع جثمانه صباح أمس.
واعلن الفاتيكان في وقت سابق، ان مراسم إغلاق النعش في كنيسة القديس بطرس داخل مدينة الفاتيكان، تتم بمشاركة عدد محدود من الكرادلة المقربين من البابا الراحل الذي أوصى باستخدام تابوت خشبي واحد مبطن بالزنك في خروج عن التقليد الكنسي المتبع باستخدام ثلاثة توابيت، كما من المقرر ان يتم وضع غطاء حريري أبيض لتغطية وجه البابا وحقيبة داخل نعشه تحوي عملات اكتسبها خلال فترة البابوية، وميداليات رمزية من الفضة والبرونز ووثيقة تروي سيرته الذاتية وإنجازاته البابوية.
وفي هذا السياق شهدت كل من العاصمة الإيطالية والفاتيكان، استعدادات أمنية ولوجستية واسعة النطاق تأهبا لاستقبال الحشود الغفيرة ومئات الوفود الرسمية التي ستحضر مراسم التشييع.
تحنيط جثمان البابا
جنيف - وكالات: في أعقاب وفاة البابا فرنسيس في 21 أبريل، كانت السلطات الكاثوليكية تجهز لعملية طال انتظارها لاختيار خليفته. ومع ذلك، يطرح الكثيرون سؤالا أكثر إلحاحا: كيف تم تحنيط البابا الراحل؟كانت هذه مسألة بالغة الأهمية نظرا لأن جثمان الشخصية الدينية العالمية - الذي توفي عن عمر يناهز 88 عاما إثر سكتة دماغية - ظل معروضا لفترات طويلة، حيث زاره آلاف الأشخاص على مدار ثلاثة أيام أثناء جنازته في كاتدرائية القديس بطرس بمدينة الفاتيكان.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" أن السلطات كانت ستحتاج على الأرجح إلى حفظ الجثمان بسرعة لمنع التحلل السريع في ظل درجات الحرارة الرطبة. ولحسن الحظ، أكدت وسائل إعلام عدة أنه قبل وضع الجثمان في وضعية الاستلقاء، خضع جثمان البابا فرنسيس لعملية تحنيط حديثة تُنظّم في إيطاليا بموجب قانون صدر عام 2022، وتتميز باستخدام مواد أقل تأثيرا وأكثر مراعاة لجسم الإنسان، وفقا لما ذكرته "يورونيوز".
وصرح أندريا فانتوزي، مؤسس المعهد الوطني الإيطالي للتحنيط (INIT)، بأن "العملية تتضمن حقن سوائل حافظة عبر الدورة الدموية، يليها عناية تجميلية بالوجه واليدين". وأضاف: "الهدف هو إبطاء عمليات التحلل الطبيعية".
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل"، فإن عملية التحنيط الحديثة - التي تستغرق 36 ساعة بعد الوفاة وتستمر لساعات عدة - تتضمن تحديدا تجفيف الجسم من الدم وضخ مواد حافظة تُحقن فيه عبر الوريد الوداجي.
وأفادت الصحيفة بأن هذا المزيج من الأصباغ والكحول والماء والفورمالديهايد يُخرج الدم المتجمد من الدورة الدموية، مما يُقي من التحلل.
وبالتالي، يقضي خليط الفورمالديهايد على أي ميكروبات متبقية، ويربط البروتينات في خلايا البابا لحمايتها من التحلل بواسطة إنزيمات الجثة.
وتسمح هذه العملية للجثة بالبقاء في حالتها الطبيعية لمدة ثلاثة أيام دون ظهور أي علامات تحلل.
ووفقا لقناة "يورونيوز"، يُجري مُجهّزو الدفن مكياجا تصحيحيا ويُعيدون ترتيب اليدين لإضفاء مظهر أكثر هدوءا على الجثة عند عرضها على الجمهور.