وفدها قدَّم بالقاهرة مقترحات غير مسبوقة كنزع السلاح ورحيل مقاتليها
غزة، عواصم - وكالات: في ما أكدت مصادر تمسك حركة "حماس" بصفقة كاملة يتم بموجبها إطلاق جميع الأسرى ووقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، قائلة إن المشاورات التي أجرتها الحركة في القاهرة بشأن وقف النار في قطاع غزة، تركزت على صفقة شاملة، تتضمن تبادلا للأسرى على مرحلة واحدة تزامناً مع وقف لإطلاق النار بشكل شامل وانسحاب إسرائيلي من غزة، وفقاً لجدول زمني محدد، مضيفة أن "حماس" أبلغت الوسطاء بضرورة وقف التصعيد لسلامة الأسرى، جدد الوسطاء مطالبتهم لحماس بأن تعد ملفاً كاملاً عن وضع الأسرى الحالي وبأن تسلمه بحد أقصي في الأسبوع الأول من شهر مايو المقبل، وأشارت المصادر إلى أن الوسطاء يبحثون هدنة مؤقتة في غزة حال تعثر المفاوضات، فيما ترفض إسرائيل الهدنة المؤقتة وتريد حسم ملف سلاح "حماس".
وغادر وفد "حماس" برئاسة رئيس المجلس القيادي للحركة محمد درويش القاهرة أول من أمس، بعد أن قدم مقترحات غير مسبوقة، كنزع السلاح ورحيل قادته من القطاع والانسحاب من إدارة غزة، وفقاً لما كشفته صحيفة "إسرائيل هيوم" عن كواليس المشاورات، فيما تعد المرة الأولى التي تبدي فيها "حماس" استعداداً مبدئياً لبحث انسحاب مقاتليها من القطاع وضمان عدم ملاحقتهم، إلى جانب الابتعاد الكامل عن إدارة غزة، وفي هذا السياق، قالت مصادر إن مصر بصدد عرض اتفاق نهائي بضمانات دولية، مع مهلة تنفيذ تمتد على 45 يوماً، بينما تضغط واشنطن لإنهاء وجود السلاح في غزة بشكل كامل، ورغم هذه الانعطافة، فلا يزال بعض قادة "حماس" في غزة يرفضون هذه الشروط ويتحصنون في مواقعهم، الأمر الذي يهدد مسار الاتفاق الذي تتم مناقشته حالياً والذي ينص على إطلاق تدريجي للأسرى مقابل انسحاب إسرائيلي مدروس من غزة، مع تشكيل لجنة دولية لإعادة إعمار القطاع الذي دُمر بالكامل، وضمانات أمنية تمتد بين خمس وسبعِ سنوات.
ووفق المركز الفلسطيني للاعلام، استعرض الوفد رؤية الحركة للوصول إلى صفقة شاملة تحقق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والإغاثة والاعمار، وتم التوافق على بذل المزيد من الجهود واستمرار التواصل لإنجاح الجهود المبذولة، كما جرى تناول الوضع الإنساني في قطاع غزة بعد شهرين من الحصار المطبق ومنع الاحتلال إدخال المساعدات والمواد الغذائية والطبية للقطاع، وضرورة التحرك العاجل لإيصال المساعدات واحتياجات القطاع للمواطنين.
من جانبه، أكد الناطق باسم "حماس" فوزي برهوم أن سكان القطاع المحاصر لا يرون بديلا لغزة إلا ساحات المسجد الأقصى والتحرير الكامل لفلسطين من بحرها إلى نهرها، قائلا: إنه رغم الدمار الذي لم تشهده البشرية، فإن أهل غزة صامدون مجاهدون ثابتون على طريق المقاومة إلى النصر مدافعون عن القدس وفلسطين، مشددا على أن بوصلة الفلسطينيين الوحيدة تحرير كل فلسطين وليس أمامنا إلا النصر أو الشهادة، مشيرا إلى أن الأمة الإسلامية أمام لحظات فارقة في تاريخها وتغيرات جذرية تعصف بها، فإما أن تستيقظ وإما أن تبقى تابعة لغيرها لا تملك قرارها، داعيا الأمتين العربية والإسلامية إلى الانتفاضة ونصرة غزة. ميدانيا، شنت القوات الإسرائيلية سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي على مناطق متفرقة في قطاع غزة فجر امس، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات ودمار في المنازل والممتلكات، حيث استهدفت غارة جوية حي المنارة جنوب مدينة خان يونس وتعرضت مناطق أخرى في رفح والتفاح والزيتون لقصف عنيف، وأفادت مصادر محلية بسماع دوي انفجارات ناجمة عن عمليات نسف نفذتها القوات الإسرائيلية شمال غرب رفح، كما استهدفت الطائرات الإسرائيلة شقة سكنية في مخيم البريج وسط القطاع، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين، وفي الأثناء، استمر القصف المدفعي الإسرائيلي على أحياء الشجاعية والزيتون والتفاح شرق مدينة غزة، حيث تم استهداف مجموعة من المواطنين في شارع السكة بحي الزيتون، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة وإصابة عدد آخر.
ونجحت الطواقم الطبية في إجلاء أربعة مصابين جراء استهداف خيام للنازحين بالقرب من أبراج طيبة غرب خان يونس.