قال تقريربنك الكويت الوطني الأسبوعي عن أسواق النقد ان الأسواق اظهرت علامات ارتياح مع تراجع التوترات التجارية بين الصين و الولايات المتحدة، وذلك بعد فترة من هيمنت الرسوم الجمركية على مشهد الاقتصاد العالمي، وسط استمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. والمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تبني نهج أكثر مرونة تجاه بكين، في محاولة على ما يبدو لاحتواء الاضطرابات التي سببتها سياساته الجمركية في الأسواق. وأكد ترامب إمكانية خفض الرسوم في حال التوصل إلى اتفاق، متجنباً في الوقت ذاته الخوض في قضايا حساسة مثل مصدر فيروس كورونا خلال المفاوضات. وعلى الرغم من هذه الإشارات الإيجابية، نفت الصين وجود مفاوضات جارية، مما زاد من ضبابية المشهد الاقتصادي وأثار حالة من الترقب في الأسواق العالمية.
وفي المقابل، رأت وسائل الإعلام الصينية هذه التصريحات كمؤشر على تراجع ترامب عن موقفه المتشدد. من جهة أخرى، دعا وزير الخزانة الأميركي هو الآخر إلى تهدئة التوترات، مشدداً على أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى فصل تام بين الاقتصادين الأمريكي والصيني. وانعكس هذا التوجه الإيجابي فوراً على أداء الأسواق بفضل تعليقات ترامب، إذ تعافى مؤشر الدولار الأميركي وتجاوز حاجز 99.5، خاصة بعد أن تلقى دعماً على خلفية تقدم المحادثات التجارية مع اليابان وكوريا الجنوبية.
ومن جهة أخرى، كان لتخفيف الرئيس ترامب من حدة هجومه على رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، دوراً في تهدئة قلق المستثمرين. وعلى الرغم من أن تعليقات بيث هاماك، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، بشأن احتمال خفض أسعار الفائدة في يونيو، أثرت هامشياً على أداء الدولار، إلا أن التفاؤل المتجدد بشأن التجارة ساعد في تعافيه من جديد.
على الجانب الآخر، أظهر القطاع التصنيعي أداءً أفضل نسبياً، إذ ارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي إلى 50.7 ، مسجلاً رابع شهر على التوالي من النمو المتواضع، ومتجاوزاً التوقعات.
كما كشف التقرير عن تراجع مؤشر مديري المشتريات المركب لمنطقة اليورو إلى 50.1 في أبريل 2025، مقابل 50.9 في مارس، مقترباً من الركود للشهر الرابع على التوالي، كما جاء دون توقعات السوق. وانكمش قطاع الخدمات إلى 49.7 نقطة بعد تعديله من 51.0 نقطة، فيما واصل القطاع التصنيعي انكماشه ليصل إلى 48.7 ، بارتفاع هامشي من قراءته السابقة البالغة 48.6. ويعزى هذا الضعف المستمر إلى تراجع الطلبات الجديدة، في ظل تصاعد التوترات التجارية العالمية والمخاوف من الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة.
وارتفعت مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة بنسبة 0.4% على أساس شهري في مارس 2025، متجاوزة توقعات الأسواق التي أشارت إلى انخفاضها بنسبة 0.3%. وعلى أساس سنوي، زادت مبيعات التجزئة بنسبة 2.6%، بينما سجل الربع الأول من العام نمواً بنسبة 1.6%، في أقوى أداء ربع سنوي منذ يوليو 2021.