استمرار الحرائق في الحاويات لليوم الثاني على التوالي أمس بعد الانفجار الهائل والحريق الذي هزّ ميناء رجائي (أب)
طهران تعلن الحداد... وبزشكيان يتفقد... وأصابع الاتهام تشير لوقود الصواريخ... ودول الخليج تتضامن
واشنطن، طهران، عواصم - وكالات: فيما أعلنت إيران الحداد العام اليوم الاثنين على ضحايا الحادث، مؤكدة السيطرة على الحريق في ظل استمرار تصاعد الدخان الكثيف الأسود، تفقد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان موقع الانفجار الضخم الذي وقع في ميناء الشهيد رجائي قرب مدينة بندر عباس أمس، بينما ارتفع عدد ضحايا الانفجار إلى نحو 28 قتيلاً، ونحو 1139 مصابا، وسط توقعات بارتفاع عدد الضحايا، وقال الرئيس الإيراني على منصة "إكس" إنه أمر وزير الداخلية بصفته ممثلاً خاصاً له بالتوجه إلى المنطقة لإجراء تحقيق دقيق في الحادث، بينما حذرت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني من التكهنات المبكرة، مشددةً على ضرورة التمسك بالمعلومات الرسمية وعدم نشر التقارير التخمينية، قائلة إن 1139 شخصاً أصيبوا في حريق ميناء رجائي، مؤكدةً أن رجال الإطفاء سيطروا على معظمه، وذكرت وسائل إعلام إيرانية إنه لا يزال هناك بعض المفقودين جراء الانفجار، في الوقت الذي نجحت فرق الإطفاء في إخماد الجزء الأكبر من الحريق الذي استمر حتى ساعة متأخرة من ليل أول من أمس.
من جانبها، كشفت مصادر أن الوضع في ميناء رجائي يزداد تأزماً مع تتابع انفجارات الحاويات في الأرصفة، مؤكدة أن رقعة الحريق توسعت بينما تواجه فرق الإطفاء صعوبة كبيرة في الوصول إلى مواقع النار، ووجّه النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا عارف بإجراء تحقيق شامل في الانفجار، بينما كشف مدير عام إدارة الأزمات بمحافظة هرمزكان مهرداد حسن زاده أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن سبب الانفجار كان عددا من الحاويات المخزنة في ميناء رجائي، ويأمل وزير الداخلية أحمد وحيدي في السيطرة على الحريق، مؤكداً إغلاق كل المدارس في منطقة الانفجار بمدينة بندر عباس.
بدورها، نفت وزارة الدفاع الإيرانية وجود أي شحنات مستوردة أو مصدرة ذات استخدام عسكري وتسببها بالحريق، وأكد المتحدث باسم الوزارة رضا طلايينك، أن الناس يمكنهم الاطمئنان إلى عدم وجود بضائع عسكرية أو وقود ضمن منطقة الحادث أو في الميناء بأكمله، قائلا "بناءً على التحقيقات والوثائق المتاحة، لم تكن هناك أي شحنات وقود أو عتاد عسكري في موقع الحريق، ولا تزال المنطقة خالية من أي مواد من هذا النوع"، محذرا من ان بعض وسائل الإعلام الأجنبية تنشر أخبارًا مضللة كجزء من الحرب النفسية التي يشنها الأعداء، لكن الشعب الإيراني الواعي قادر على تمييز هذه المحاولات ودحضها، مجددا التاكيد أن الميناء ومنطقة الحادث خاليان تماما من أي شحنات عسكرية أو وقود.
وبينما أعلنت الجمارك الإيرانية أن الحاويات المتضررة كانت تحتوي على مواد كيماوية، كشف مصدر على صلة بالحرس الثوري الإيراني لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن ما انفجر في الميناء كان بيركلورات الصوديوم، وهو مكون رئيسي في الوقود الصلب للصواريخ، كما أبلغت شركة "أمبري" الأمنية عن وجود مؤشرات على أن الانفجار نتج عن تخزين غير سليم لبيركلورات الصوديوم في الميناء، قائلة إن الميناء استقبل شحنة من وقود صواريخ مكون من مادة بيركلورات الصوديوم في مارس الماضي، وكان الوقود جزءا من شحنة قادمة من الصين على متن سفينتين إلى إيران، وحذر المستثمر في مجال الطاقة المتجددة والمحلل الاقتصادي عبدالله باباخاني من أن توقف تشغيل الميناء الستراتيجي أسبوعين بسبب الدمار المادي والتشغيلي، قد يُلحق ضررًا بالغًا باقتصاد إيران. وفيما نفى مصدر عسكري إسرائيلي أي علاقة لتل أبيب، وأكدت مصادر في جيش الاحتلال الإسرائيلي لصحيفة "معاريف" العبرية أن إسرائيل لم يكن لها أي دور في الحادث، أبدت دول مجلس التعاون الخليجي تعاطفها مع إيران، وعزى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد في ضحايا الحادث، كما أعربت الامارت والبحرين وسلطنة عمان تضامنها مع الحكومة والشعب الإيراني، مقدمةً التعازي في ضحايا الانفجار، بينما عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المساعدة في التعامل مع آثار الانفجار، ولاحقاً، أعلنت السفارة الروسية في طهران أن بوتين أصدر تعليمات بإرسال طائرات تابعة لوزارة الطوارئ الروسية إلى إيران للمساعدة في إخماد الحريق.
في غضون ذلك، كشف مسؤول أميركي رفيع أن المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران التي استضافتها سلطنة عُمان أول من أمس، جاءت إيجابية ومثمرة، مؤكداً إحراز تقدم في مسار التوصل إلى اتفاق، ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن المسؤول أنه "ما يزال هناك الكثير من العمل، ولكن تم إحراز تقدم على طريق الاتفاق"، مضيفا أن الجولة الثالثة من المحادثات جرت بشكل مباشر وغير مباشر، مشيراً إلى أن الجولة الرابعة من المنتظر أن تنطلق الأسبوع المقبل في إحدى الدول الأوروبية.
طائرة إطفاء تواصل مكافحة الحرائق (أب)