نعم، كانت جنازة البابا فرنسيس مهيبة، وحضرها 400 ألف شخص، من نحو 55 دولة، بينهم زعماء دول، لكن ثمة ملاحظات لا بد منها، ففي حين يكون الحديث اولا باللغة الانكليزية، وبعدها مباشرة اللغة العربية، فهذا له دلالة كبيرة، إذ يعرف الجميع ان لغة الانجيل ليست انكليزية ولا لاتينية، وهي ارامية، وهي احد جذور العربية.
هذه الملاحظة قادتني إلى الاحترام الكبير للغة القرآن الكريم، في العالم، من جهة اخرى لا شك يحترم دوره، خصوصا في الفترة الاخيرة بمناهضته الحرب الاسرائيلية على غزة، وهذا ما جعل تل ابيب تكرهه، ويعرب اغلب قادتها على رفض التعامل معه، بل عدم التعزية به، او حضور جنازته.
وكان متوقعا أن يكون الحشد كبيراً، فيما فقط كان العدد محدوداً إذا قيس بمناسبات اخرى، ورغم ذلك احتاج التنظيم إلى استنفار اجهزة الدولة الايطالية كافة، وغصت روما والمدن المحيطة بها بهذا العدد، واحتاج التنظيم إلى ايام عدة من العمل ليل نهار، رغم إن بعض الوفود كانت زيارتها لساعات عدة، لكن رغم ذلك لم تستوعب ايطاليا العدد.
في المقابل، نرى في موسم الحج الاسلامي، يحضر إلى المملكة العربية السعودية، وإلى مكة المكرمة والمدينة المنورة ما يزيد عن مليونين ونصف المليون حاج سنويا، ورغم الفترة القصيرة جداً فإن المملكة تستوعب هذا العدد، وكذلك في رمضان وغيره من اجل العمرة، وهذا يكشف عن امكانات هائلة لدى المملكة، ويمنحها صورة مشرقة.
لست هنا بموقع المقارنة، لكنني احاول إظهار مدى الامكانات الخليجية عموما، والسعودية خصوصا، تحديدا في عمليات التنظيم، كذلك كلنا نتذكر المونديال في قطر، وذلك التنظيم الباهر، رغم المساحة الضيقة، والعدد الكبير الذي وفد إليها في مدة قصيرة.
ما احاول قوله: إن علينا الثقة بما لدينا، والعمل على هذا الاساس، لان المستقبل يوحي بالكثير من التطورات التي إذا استفدنا منها نستطيع ان نكون قلب التنمية في المنطقة، فهل يدرك المعنيون ذلك في دول الخليج كافة؟