حوارات
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ"(الحشر 18).
يُرَاجِعْ الانسان العاقل نفسه عندما ينوي التعرّف على أخطائه السابقة، وتصحيحها، وبهدف إعادة نفسه إلى سبيل الرّشاد، ولا سيما في ما يرتبط بعلاقاته، الفردية والاجتماعية، ولتنقية حياته الأخلاقية.
ومن بعض ما يؤدّي الى تحقيق مراجعة للنفس إيجابية وفعّالة، نذكر ما يلي:
- مراجعة التحيّزات النفسية النرجسية ضدّ الآخرين: يجدر بالمرء العاقل الرّزين أن يراجع مواقفه النفسيّة السلبية النرجسية تجاه كل الناس، ويعيد بالذّات بناء انطباعات شخصية دقيقة تترجم بالضّبط ما يجب عليه، وفقاً للمنطق الأخلاقي أن يشعر به تجاه الأفراد الآخرين، في حياته الخاصة، وأثناء تعامله مع الناس في الحياة العامة، فكثير من تحيّزاتنا النفسية السلبية تجاه الإنسان الآخر لا تستند على المنطق أو الأدلة والبراهين الواضحة، بل هي تنتج غالب الوقت من ردود فعل شخصية متسرّعة تغلّفها عادة مشاعر نرجسية.
فكما نمتلك الحق بمطالبة الآخر أن ينظر إلينا من وجهات نظر صحيحة وأخلاقية، فهو أيضاً يملك الحق في أن نراه، ونتعامل معه وفقاً لأفضل ما هو صحيح منطقياً وأخلاقياً.
- مراجعة القيم والمبادئ الأخلاقية الشخصية: تدفع القيم والمبادئ الذاتية السلوكيّات الشخصية، ومن المنطق أن يراجع المرء العاقل قيمه ومبادئه الشخصية دورياً حتى يتأكّد أنها مبادئ وقيم سويّة وأخلاقية، تساهم في تطوير شخصيته، وتساعده على عيش حياة أخلاقيّة سويّة وخالية من الاعوجاج.
- تَصْوِيب الافتراضات الفكرية: تتسبّب الافتراضات (المسلّمات) النفسية والفكرية الذّاتية الخاطئة بكثير من المشكلات الحياتية، وبسبب كونها البوّابات البصرية والفكرية والنفسية التي يرى خلالها الانسان العالم من حوله، فبدلاً من أن تكون انطباعاتنا الشخصية غير موضوعية تؤدّي الى سلوكيّات خاطئة، فمن الأجدر أن نستمر في تحديث افتراضاتنا، وفقاً لما نكتسبه من خبرات حياتية جديدة.
- أداء الحقوق إلى أهلها: إرجاع الحقوق المالية والمعنوية والأخلاقية إلى الآخرين سنام مراجعة النفس، وفي الحديث الشريف: "لَتُؤَدُّنَّ الحُقُوقَ إلى أهْلِها يَومَ القِيامَةِ، حتَّى يُقادَ لِلشّاةِ الجَلْحاءِ، مِنَ الشَّاةِ القَرْناءِ".
كاتب كويتي
DrAljenfawi@