قانون المرور والتزام النظام العام

بوضوح

منذ بدء تطبيق قانون المرور الجديد، شهد المجتمع تحولاً واضحاً نحو الانضباط الاستقرار المروري.

لقد ترجمت هذه الخطوة مبدأ أساسياً من مبادئ الاستدامة المؤسسية، وهو أن سيادة القانون فوق الجميع، وهو شعار يعبر عن مرحلة جديدة تركز على بناء مجتمع منظم ومستقر.

إن الالتزام بالقانون ليس مجرد استجابة فورية، بل هو عملية تربوية مستدامة، تؤسس لقيم الاحترام والانتماء للنظام العام. صحيح أن بعض الأفراد قد يتفاوت في فهمه والتزامه بأهمية القانون، لكن الأهم أن تتجذر ثقافة احترام القانون باعتبارها الركيزة الأساسية لتنظيم شؤون المجتمع، وضمان حقوق أفراده.

وفي هذا الإطار، لا بد من التأكيد أن تطبيق القانون يجب أن يراعي الاعتبارات الإنسانية، والحالات الاستثنائية، بحيث يتم تنفيذ القانون بروحه لا بحرفه فقط، فالغاية الأسمى ليست تطبيق القانون شكلياً، بل تحقيق الالتزام الحقيقي به، وترسيخ ثقافة الردع، والانضباط الطوعي، بما يحقق أهداف القانون في خدمة الإنسان لا في معاقبته فقط.

نتوجه بالشكر لمعالي وزير الداخلية الذي بجهوده عزز الإحساس بالأمان والطمأنينة لدى الناس، وكما حقق القانون الجديد نقلة نوعية، فإننا نؤكد على الحاجة إلى تفعيل قوانين جميع مؤسسات الدولة الأخرى، بحيث يسري تطبيقها على المسؤولين قبل المواطنين، وفق مسطرة واحدة، بما يرسخ مبدأ العدالة، ويعزز استقرار المجتمعات كشرط أساسي لتحقيق التنمية المستدامة.

- إن تحقيق الاستدامة المجتمعية يتطلب مسؤولية مشتركة بين الحكومة والمجتمع المدني، والمواطنين. فالمسؤولية لا تقتصر على وضع القوانين، بل تمتد إلى التطبيق العادل والمتزن، مع احترام الكرامة الإنسانية، لضمان بناء مجتمع مزدهر ومتوازن.

شراكة المجتمع المدني ودور الإعلام، هي محركات للاستدامة لضمان ديمومة هذا الالتزام، حيث تبرز الحاجة إلى إشراك مؤسسات المجتمع المدني بشكل فعال في دعم برامج الحكومة عبر حملات التوعية، والمحاضرات، والشراكات المستدامة، بعيداً عن الحملات الموسمية.

كما أن للإعلام دوراً محورياً في هذه المنظومة، بدءاً من وزارة الإعلام، وجميع وسائل الإعلام الأخرى، عبر تعزيز الثقافة المجتمعية وغرس قيم الولاء والانتماء، وإبراز أهمية الالتزام بالقانون كأحد أوجه الحفاظ على مقدرات الوطن.

نسأل الله أن يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه، تحت قيادة سيدي حضرة صاحب السمو الأمير، وسمو ولي العهد حفظهما الله.

- اللهم ارحم شهداءنا الأبرار.