ابو الغيط يتسلم درعاً تكريمية من مساعد وزير الخارجية ناصر الصبيح (تصوير - رزق توفيق)
أكد أن منطقة الخليج تبرز كنموذج للاستقرار
- تصاعد التنافس بين القوى الكبرى يثير احتمالات نشوب حرب باردة جديدة
- الوضع في فلسطين مأساوي ودول عربية تواجه مخاطر الفشل والتقسيم وحتى الزوال
اكد الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط ان قضية الاستقرار في منطقتنا العربية تأتي على رأس أولويات جامعة الدول العربية في ظل عالم يشهد تغيرات متسارعة وتحولات جيوسياسية عميقة.
وقال ابو الغيط - في تصريحات الى الصحافيين على هامش محاضرة بعنوان "تحديات الاستقرار في المنطقة العربية في عالم متغير"- ان المنطقة تواجه جملة من التحديات المتشابكة، التي تتطلب منّا جميعاً ـ حكومات وشعوباً ـ أقصى درجات اليقظة والتضامن والعمل المشترك، لافتا الى انه وسط هذه التحديات، تبرز منطقة الخليج العربي كنموذج للاستقرار، بفضل السياسات المتزنة والرؤية الستراتيجية التي تنتهجها دول المجلس في إدارة شؤونها الداخلية والخارجية، وهذا الاستقرار يمثل ركيزة أساسية للأمن العربي الجماعي، ويجب الحفاظ عليه وتعزيزه من خلال الحوار والتعاون بين دول المنطقة.
واضاف: ان "العالم يشهد حالياً حالة من عدم الاستقرار الدولي، تتسم بتصاعد التنافس بين القوى الكبرى وبروز ظواهر غير مسبوقة، ما يثير احتمالات نشوب حرب باردة جديدة ومنافسة شديدة بين القوى العظمى، كما نشهد حروباً مشتعلة في منطقة الشرق الأوسط، وتوترات أيضاً على الساحة الأوروبية"، مشيرا الى ان هناك تهديدات واضحة لمفهوم العولمة، تقابلها عودة ملحوظة لأفكار القومية التي بدأت في الانتشار مجدداً بمستويات وأشكال متعددة، ما يعكس تحولات عميقة في النظام العالمي".
وتابع أبو الغيط قائلا: "إقليمياً، الوضع في فلسطين مأساوي، وهو كذلك منذ أكثر من 15 عاماً، كما أن هناك دولاً عربية تواجه مخاطر جدية، سواء من حيث الفشل أو التقسيم أو حتى الزوال، ولا أرغب في تسمية تلك الدول، لكن الأوضاع مقلقة بحق".
وأكد أن القانون الدولي الإنساني يتعرض لانتهاكات واضحة، لا سيما من قبل إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسط تقاعس دولي مخجل، موضحا أن من بين الصعوبات التي تواجهها المنطقة الملف النووي الايراني والصعوبات التي تواجه هذا الملف، وهناك تحديات اخرى.
واستدرك قائلا: رغم كل هذه التحديات، فإن الأمل لا يزال قائماً بأن يواصل العالم العربي مسيرته نحو التطور والخروج من أزماته المتعددة، ولا سيما أن منطقة الخليج العربي تمثل اليوم نموذجاً للاستقرار والهدوء، ونتمنى لها مزيداً من التنمية والازدهار".
وفي كلمته خلال المحاضرة، اكد ان الكويت مجتمع قديم له وضعه واهميته في العالم العربي والخليج، كما ان الديبلوماسي الكويتي لديه قدرة ومعرفة بالأحداث الاقليمية والدولية، لافتا الى حضور الكويت البارز على الساحة الإقليمية والدولية، وأن الدبلوماسية الكويتية باتت "علامة مميزة" في مجال الوساطة والعمل الإنساني.
واضاف: ان الكويت لديها مواقف واضحة في الدفاع عن القضية الفلسطينية والقضايا العربية، لافتا الى ان معرفته بالكويت بدأت في 1973 إبان حدوث ازمة بين الكويت والعراق حيث اوفد الرئيس المصري انور السادات وزير الاعلام لنزع فتيل الأزمة وكانت اول زيارة له كديبلوماسي الى الكويت والعراق.
ورأى أن ما يشهده العالم اليوم من نزاعات وصراعات متجددة، مثل النزاع الأميركي-الصيني والحرب الروسية-الأوكرانية، يمثل عودة إلى منطق العلاقات الدولية التقليدي، مشددا على انه لا يوجد تغير في النظام الدولي أو ما يسمى بـ"نظام دولي جديد"، لكن هناك وضعا دوليا جديدا حيث نعيش حالة عدم يقين ولا نعرف ما سيحدث غدا.