الجمعة 02 مايو 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
سورية ولبنان عادا إلى دورهما العربي
play icon
كل الآراء

سورية ولبنان عادا إلى دورهما العربي

Time
الأربعاء 30 أبريل 2025
View
30
م. عادل الجارالله الخرافي

اقرأ بين الحين والاخر اخبار التطورات في لبنان، وتلفتني أخبار الجيش اللبناني الذي بدأ يستعيد عافيته، ويمارس دوره على كامل الاراضي اللبنانية، وكيف يداهم مخازن اسلحة غير مشروعة، ويفجر ذخائر غير منفجرة من مخلفات العدوان.

صحيح أن هذا البلد مر بظروف صعبة، وازمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة، واخيراً حرب كبيرة، وقد فقد جراءها نحو 10 الاف ضحية من الابرياء، وبلغت الخسائر المباشرة نحو 15 مليار دولار.

كما أن جيشه ايضاً كان قد مر بازمة كبيرة بفعل انهيار سعر صرف العملة المحلية، رغم ذلك اليوم يمارس دوره بكل احتراف، ويسيطر على كامل البلاد، وينزع السلاح غير الشرعي بالتي هي احسن، لحساسية وضع البلاد الطائفي والمذهبي، والمناطقي.

نعم، هذا جيد لبلد منذ 50 عاماً يعاني من حروب وازمات، وكذلك تدخلت اقليمية ودولية، مقارنة بدول اخرى لم تصمد سنوات عدة امام ما شهده لبنان منذ العام 1975.

ننظر اليوم إليه بعين التفاؤل الحذر، فالطريق لا تزال وعرة، لكن ان يستعيد مؤسساته الدستورية، ويفعلها، فهذا امر جيد، لا سيما ان التهديدات، الخارجية والداخلية، لا تزال قائمة، ورئاسة الجمهورية والحكومة، تعملان في حقل الغام، رغم ذلك إلى اليوم قد نجحتا في اصعب امتحانات. لهذا بدأنا نشعر أن لبنان، رئيسا وشعبا وجيشا، ابتدأ يدخل في منظومة الدولة المؤسسية، وهذا يفرحنا أن تعود دولة العربية من جديد لتمارس دورها، وتشارك بالعمل المشترك، وتكون معتزة بقراراتها.

أيضا نحن متفائلون بسورية التي استطاع نظامها الجديد أن يسيطر البلاد، ويوقف المد الخارجي، ومحاولات تمزيقها، وإثارة الفرقة الطائفية، كما نكبر دور المملكة العربية السعودية و الإمارات في العمل على رفع العقوبات الدولية عن سورية، وتسديد ديونها.

إن اعادة بناء سورية مطلب عربي، لما لهذه الدولة من دور من خلال موقعها الستراتيجي، وعودتها إلى الرحاب العربي.

لا شك ان عودة سورية إلى جانب مصر والعراق والسودان والمملكة العربية السعودية والمغرب، هذه الدول الكبيرة يؤسس لمرحلة جديدة، بعد كل الاحداث التي مرت بها دولنا العربية طوال عقدين، ويجعل الجميع يدرك ماذا يعني العمل العربي المشترك، وتوحيد المواقف في القضايا المصيرية، خصوصا ان بعض الدول العظمى تمارس ضغطاً كبيراً على الدول العربية، في الوقت الذي بدأت تتقلم فيه اظافر إيران في الاقليم، ولهذا لا بد من رؤية عربية خالية من اي مشكلات جانبية. على هذا الاساس يمكن القول أن مصاب قوم عند قوم فوائد، لكن الاكثر صحة في هذا الشأن أن مصائبنا العربية يجب ان تعلمنا كي ندرك كيف نتوخى الالغام، ومغامرات بعض جهال السياسة العرب، ونبني رؤية موحدة.

آخر الأخبار