الجمعة 02 مايو 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
طالما بقي حدُّ السيف بتّاراً لن يرى العدو لباسنا
play icon
الأخيرة

طالما بقي حدُّ السيف بتّاراً لن يرى العدو لباسنا

Time
الأربعاء 30 أبريل 2025
View
7300
أحمد الجارالله
حديث الأفق
  • السفير: لم أرَ السلطان فالسيف المجرد خطف بصري
  • استغل الصدر الأعظم مناسبة ما ونبّه سلطانه إلى لباسه
  • سليم الأول لم يكن يعتني بهندامه كثيراً
  • ديوانه كان خالياً من البهرجة وأناقة الملابس
  • اليوم أصبحنا بلا سيوف وما يشغلنا المظهر فقط

احترام الناس ليس في الأناقة أو المناصب، بل بقوة الشخص وحكمته، ففي التاريخ الكثير من حكايات بعضها فيه من الواقعية الكثير، بينما هناك من المبالغات التي تصل إلى حد الأساطير في بعضها الآخر.

ما يهمنا في هذه الأسطر ليست الأساطير، ولا المبالغات، بل العبرة من احترام قوة الدول، فالقصة التالية فيها رمزية عن معنى استخدام الإيحاءات في إثبات قوة دولة ما.

القصة في عهد السلطان العثماني سليم الأول (-1470 1520)، وهو تاسع سلاطين بني عثمان.

هذا السلطان لم يكن يعتني بهندامه كثيراً، وكان الوزراء وكبار رجال الدولة يقلدونه في ذلك، حتى غدا ديوان السلطان خالياً من البهرجة وأناقة الملابس، بل إن لباسهم أصبح رثاً مجارياً للسلطان، الذي كان يخجل الجميع من مفاتحته في الأمر.

يوماً استغل الصدر الأعظم حضور سفير دولة أوروبية إلى الديوان، فتقدم بتردد إلى السلطان قائلا: "يا مولانا السلطان، إن عدونا ناقص العقل، ولهذا فهو ينظر بسطحية، ويعطي أهمية زائدة للمظاهر، ومن اللائق أيها السلطان...".

فقاطعه سليم الأول قائلاً: "نعم لنفعل ذلك، وأنتم أيضاً، تدبّروا لأنفسكم ألبسة جديدة أنيقة".

فرح الوزراء بهذا الأمر السلطاني، وارتدوا أجمل ما لديهم في تلك المناسبة، محاولين مجاراة السلطان، الذي سيكون في أبهى حُلة.

في المقابل، طلب السلطان وضع سيف مجرد من غمده مسنوداً على العرش، وذلك قبل حضور السفير، وفي ذلك اليوم، تجمّع الوزراء وكبار رجالات الدولة في القاعة السلطانية منتظرين السلطان، وتوقعوا أن يحضر المناسبة بشكل مختلف عمّا اعتادوه.

دخل السلطان بالملابس القديمة نفسها، فصُدم الوزراء وخجلوا من أنفسهم، إذ كان لباسهم أجمل وأغلى من لباس سلطانهم، فدخلت أعناقهم في أجسادهم، وانتظروا حتى يعرفوا السبب.

وفي الموعد المحدد، دخل السفير، ووقف أمام السلطان منحنياً راكعاً راجفاً، بين يديه، وبعد تبادل جمل قليلة، غادر السفير بسرعة.

حينها طلب السلطان من أحد وزرائه سؤال السفير عن لباس السلطان، فكان رد السفير صادماً، فقد قال: "لم أرَ السلطان العظيم، فقد خطف بصري السيف المجرد المشدود على قائمة العرش، ولم أرَ غيره".

وعندما نقل الخبر إلى السلطان، أشار نحو السيف الذي ما زال مشدودا قائلاً: "طالما بقي حد السيف بتاراً لن ترى عين العدو لباسنا، ولن تنتبه إليه".

أما اليوم، فأصبحنا بلا سيوف، وكل ما يشغلنا هو اللباس والمظاهر.

نكشات
  • أحلى ما في هذا العهد هو تطوير القوانين التي هرمت، قوانين عمرها 60 سنة لم يجرِ تطويرها
  • عندما عطس غنيهم قالوا: رحم الله حبيبنا، وإذا عطس الفقير قالوا: من ذا الذي بزكامه آذانا؟
  • وقف شراء الإجازات قرار جيد، أصلاً بعض هؤلاء الذين يبيعون إجازاتهم للدولة، دوامهم مشكوك فيه، كما أن بعضهم لا يداوم، فيما صحبة يغمضون عيونهم عن غيابهم، أو التزامهم في العمل.
  • لا بد أن تعتمد الدولة خطط الإسكان عبر المطور العقاري لإقامة مدن فيها اكتفاء ذاتي، يعني كهرباء، ماء، نظافة، طرق، اكتفاء ذاتي كامل بما فيها إدارة هذه المدن، وتكون الإدارة من سكانها.
  • في كل دول العالم قانون الجنسية مادة واحدة، يا كويتي أو غير كويتي، يا أميركي أو غير أميركي، يا بريطاني أو غير بريطاني، بينما في الكويت قانون الجنسية يمكن أكثر من ثماني مواد.
آخر الأخبار