مختصر مفيد
في عام 1966 كان عمري 16 سنة، وكنت أحب هواية التصوير الفوتوغرافي، فأشتري من "محل أشرف" في شارع فهد السالم مسحوقاً كيماوياً لتحميض الفيلم الأبيض والأسود، وطباعة الصور بجهاز خاص.
ولي هواية أخرى هي الأرصاد الجوية، ومعرفة أنواع السحب، إذ لا يظهر في سماء الكويت وقت الصيف إلا سحاب "سيروس" (السمحاق عند العرب) وهو على شكل ذيل الفرس، ويأتي قبل الرطوبة، أو في مقدمة الأمطار، فلفتت انتباهي فكرة المطر الاصطناعي، وهو أسلوب بسيط للغاية، باستخدام دخان النار، ونسميه في الكويت "سنون"، وهو الدخان الناتج عن حرق الفحم أو الخشب.
خذ منه كمية ما بأي طريقة كانت، واركب طائرة بمروحة أو اثنتين، وانطلق في الجو بارتفاع نحو خمسة كيلومترات أو أكثر قليلا، ثم انثر المسحوق في السماء، وانتظر قليلا سيظهر دخان ثم تتشكل الغيوم فيما بعد، لأن المادة الكيماوية الموجودة في "السنون" مكونة من ذرات دقيقة تتفاعل مع غاز في السماء فوق البلد، ما يشكل السحب، ثم المطر، فإن لم يهطل المطر، فعلى الأقل تحجب السحب أشعة الشمس، ما يخفف من درجة الحرارة العالية، وتستخدم الدول حاليا مواد كيماوية لتنثرها في سماء البلد.
وبعد مرور خمسين عاما، استخدمت هذه الطريقة الإمارات في أشد الأشهر حرارة، في 20 يوليو 2021، فهطل المطر، فنشرت صحيفة " ديلي ميل" البريطانية النبأ بعنوان: "دبي تسقط مطرها الخاص"، وانطلق استمطارالسحب في السعودية في سبتمبر 2023، وكان المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي، وزير البيئة والمياه والزراعة، رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للأرصاد، قد وقع اتفاقية شراء خمس طائرات لاستمطار السحب.
من المعروف ان الرياح الشمالية الغربية تهب على الكويت معظم أيام السنة، ولأن فيها صحراء، هي جزء من صحراء كبرى تمتد مئات الكيلومترات حتى بادية الشام، لذلك تعبر الرياح هذا الامتداد الصحراوي الكبير والجاف، لتصلنا حارة للغاية.
لكن لو استخدمت الكويت المطر الاصطناعي لانخفضت حرارة الطقس في البلاد، على ان تتم هذه الطريقة جنبا الى جنب مع زراعة شمال وشمال غرب الكويت بالأشجار، لانها سوف تُخفض لهيب حرارة الرياح الشمالية، أثناء عبورها الكويت صيفا.
هناك في مناطق، مثل كيفان والشويخ بعض شجر الصفصاف مازال اخضر يانعا منذ خمسين عاما، فهو لا يحتاج للماء، ولا لتكاليف العمال والسقاية، وأخضر بصفة دائمة يستظل الناس تحته، بدلا من نخيل يموت في الشوارع، أو يكلف الماء واجورالعمال بصفة مستمرة، ولا يستظل الانسان به، لكن مع الأسف انطلقت الحكومة تزرع أشجارالنخيل في الشوارع!
والآن ما رأي الهيئة العامة للبيئة، وكذلك الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية بما ذكرناه، المطر الاصطناعي والتشجير، ربما تنفعنا هذه الفكرة لكي نخفض حرارة الطقس في الكويت، فمتى نشتري طائرات لاستمطار السحب، لنخفف حرارة الطقس ونزيد أرضنا مساحة خضراء؟
[email protected]