الثلاثاء 06 مايو 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
محمد أبوعمشة... شهيد الروح الإنسانية
play icon
كل الآراء

محمد أبوعمشة... شهيد الروح الإنسانية

Time
السبت 03 مايو 2025
View
50
م. عادل الجارالله الخرافي

مأساة غزة حركت الجميع، وهي في الوقت نفسه عملت على تثبيت بوصلة مسار الحرية، حتى لو كانت بهذا القدر من التضحيات والثمن الباهظ المدفوع يوميا، لكن يجب الاعتراف بأن طلابها، ومهما كانت الصعاب كبيرة في وجههم، لا بد من يوم يصلون إلى هدفهم.

هنا لا اتحدث عن شعارات، ولا تنظير ايديولوجي، انما عن واقع انساني، لا يمكن لاحد ان يصم اذنيه عن سماع الصوت النابع منه، ولا يمكن ايضا السكوت، انسانيا عنه، مهما كانت التكلفة.

لهذا حين قرأت عن احد الاطباء المصريين الشباب، اسمه محمد ابوعمشة، ابن الـ27، المتخرج حديثا، عن استشهاده خلال عمله الطبي في قطاع غزة، لم تخطر في بالي المواقف الرسمية لاي دولة عربية، لان في الواقع لكل منها حساباتها السياسية والاقتصادية، ولسنا في مجال لنقدها.

كما لم يخطر في بالي لقب "دكتور" الذي يطير عقول البعض، بل الغالبية، ويجعلهم يظهرون امام الناس على انهم ارفع من البشر.

الامر الوحيد الذي فكرت فيه أن هذا الشاب المقبل على الحياة، لم يعر كل البهرجة امراً، وسعى إلى اثبات انسانيته في قبل الابادة اليومية التي يتعرض لها اهل قطاع غزة، ولا هو شك كان يحسب حساب كل التضحيات، وحتى استشهاده، لكنه استمر في عمله الانساني العظيم.

فهذا الفعل لا يمكن قياسه بالمال، ولا فخامة الالقاب، انما بالقدرة على تمكين الذات من فعل المستحيل في من اجل انقاذ الاخرين، وهي ايضا من صلب العقيدة الاسلامية التي نعتز بها.

هنا يصبح الحديث عن العرق، والقومية مجرد مبررات، فالانسانية دين الاسلام، وهي بالتالي لا تقاس بالحيز الجغرافي، ولا الحدود، انما بشجاعة المرء، وروحه الوقادة للعمل الذي يبسلم جراح الناس، ولو كانت فتحت الابواب ستجد كثيرا من الشباب، وحتى الشياب، الكويتيين والعرب والمسلمين، يهبون للدفاع عن غزة وفلسطين.

لا شك ان محمد ابوعمشة كان يمكنه ان يعيش الحياة، بطولها وعرضها، في مصر، وكان قادرا على ان يعمل على بناء شهرته فيها، او اقله يسافر إلى دولة ما في هذا العالم تمنحه مميزات كثيرة، لكنه ابى ان يكون مجرد طبيب يعتمد على ما يجنيه من مال.

هل هذا الطبيب يعتبر مجاهدا في سبيل الله؟ نعم، لانه نذر نفسه من اجل تضميد جراح الاخرين.

هنا فقط نقول للذين يحاولون تشويه صورة شهداء غزة عليهم ان يتعظوا، ويتعلموا الدرس، وان التضحيات في وسائل التواصل الاجتماعي، ليست اكثر من نكأ جراح فتنويه، إندثرت منذ قرون، فيما فقط الخفافيش الناقلة للسموم هي من تثيرها، لعجزها عن اثبات الذات كما فعل محمد ابوعمشة، الذي تحمل القصف على المستشفى الذي يعمل فيه متطوعا في قطاع غزة، وكان يعمل بامانة الضمير الذي قلما يوجد عند غالبية من يشككون بعدالة القضية التي اعادت اليها المقاومة في غزة الروح من جديد.

لا شك أن استشهاد هذا الطبيب المصري له تأثير قوي وكبير في نفسي، وفي نفوس الكثير من الناس.

آخر الأخبار