وابتدأت الحرب العالمية الثالثة... اقتصادياً

لم نبالغ بالعنوان، فمقصود من الحروب، هزيمة العدو والانتصار عليه، وإن تعددت الطرق والأساليب، إلا انها بالنهاية تؤدي للهدف المنشود، فغزوة الخندق سميت بهذا الاسم، رغم انه لم يحدث فيها قتال، وانتصار المسلمين كان بسبب ريح، فمن حكمة الله تعالى تسخيره للأسباب لتجري سنته بالتدافع بين خلقه لصعود دول وأمم للقمة، وهبوط وانهيار أخرى للقاع.

ومايهمنا هنا، هو وضع دولنا في الحرب التي أسميها بالعالمية "ضرائب ترامب".

فقد أجمع محللو الاقتصاد على أن الوضع قائم على أربعة أمور "ركود،تضخم وارتفاع أسعار،هبوط أسعار، كساد)، وكل هذه الأمور صحيحة، إذا فهمناها بالترتيب التسلسلي، والذي اراه في نهاية المطاف إيجابيا لدولنا، العربية والخليجية، بالذات.

في بداية الأمر سترفع كل الشركات، المنتجة والمصدرة، سلعها على الموردين بالسعر نفسه، مع إضافة النسبة الضريبية المقدرة من الحكومات، والتي سيتحمل كلفتها المستهلكون، والأمر الذي يُحدث: 1- تضخم وارتفاع الأسعار، مما يجبر المستهكلين البحث عن بدائل داخل دولهم، وبالتالي سيقل الطلب على بعض السلع المستوردة.

عندها ندخل في المرحلة الثانية، الكساد، اي تكدس السلع جراء قلة الطلب عليها، ومن ثم تدخل الدول في المرحلة الثالثة الركود الاقتصادي، اي وقف او قلة التصنيع والإنتاج، وهذه أصعب مرحلة ستتمايز بها الدول والشركات، الكبيرة منها والصغيرة، فتنهار شركات، وتنكشف بنوك، وتزيد البطالة، وتهبط دول من القمة إلى القاع، والعكس يحدث لدول أخرى، وستثبت دول في هذه المعركة الاقتصادية الطاحنة. بعدها تنهار الأسعار في غضون عامين إلى ثلاثة، ستمر خلالها بجميع هذه المراحل، لتسدل الستار عن نهاية مرحلة لدورة اقتصادية، وبداية دورة أخرى مطلع 2028، والتي سببها الرئيسي، في ما أعتقد تعاظم أموال الربا والديون، ليسلط الله عليها بين الفترة والاخرى من يكون سبباً في محقها في الوقت الذي يسميه الاقتصاديون "دورات عادية" تحدث كل 20و30 عاما، والسؤال أين ستكون دولنا من هذه الحرب الاقتصادية؟

ما لم يطرأ أي إلغاء او تعديل على "ضرائب ترامب" سنتأثر قليلاً بهبوط اسعار النفط، لكن في المقابل، وبما أن الضرائب على الواردات قليلة، ونحن دول غير منتجة، ونعتمد على سلم رواتب، غالباً ما يكون ثابتاً، سينخفض عندنا التضخم، وستحصل وفرة من السلع، وبأقل الأسعار، مما يحقق ازدهارا ورخاء او ثباتا لدول الخليج، وبعض الدول العربية، في هذه الحرب الاقتصادية، التي بدأها ترامب في أميركا، والتي ربما تنهار بسببه دولته سياسياً، وتفقد هيبتها، وبالتالي سينعكس أثرها بهزيمة لحليفها الصهيوني في الشرق الأوسط في النهاية.

نذكر أن هذا لا يخرج عن توقع شخصي قابل للخطأ والصواب، وفق المعطيات وفق ما تعلمناه بالاقتصاد.

كاتب كويتي

[email protected]