علامات الشخصية السويّة نفسياً

حوارات

"إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا" (الكهف 7).

توجد علامات كثيرة تدلّ على صاحب الشخصية السويّة، ومن أهمها وأبرزها، نذكر ما يلي:

-الاعتدال في السلوكيّات الشخصية: يتوسّط صاحب الشخصية السويّة في مواقفه النفسية، فلا يتطرّف ولا يفرط، ولا يتجاوز حدود ما هو أخلاقي ومنطقي، في أغلب ما يقوله وما يفعله، ويمثّل الاعتدال بالنسبة له بوصلة أخلاقيّة أساسية في شخصيته، تدلّه على الاتجاهات الأخلاقية الصحيحة.

-مراعاة مشاعر الآخرين: يراعي الانسان السويّ نفسياً مشاعر من هم حوله، وبقدر استطاعته بسبب إدراكه لحقوقهم الأخلاقية، ورغبته كذلك في أن يراعي الناس الآخرين مشاعره.

وبالنسبة لهذا النوع من الشخصيات المتّزنة فكرياً ونفسياً، تدلّ مراعاة مشاعر الناس على ضبط النفس، وعلى اكتمال الوعي، وعلى امتلاك مهارة التعامل الاجتماعي الفعّال.

-السويّ نفسياً وحسن الظّن: يُحْسِن السويّ نفسياً الظنّ بكل الناس حتى يتبيّن له عكس ذلك، فلا يسيء الظنّ بالإنسان الآخر فقط بسبب كونه مختلفاً عنه عرقياً، أو دينياً أو ثقافياً.

ويؤدي هذا النهج السلوكيّ الايجابي (حسن الظنّ) الى تمكين صاحبه من بناء علاقات بنّاءة ومجزية، وإيجابية، مع كل من يتقابل ويتعامل معهم.

-التسامح: يعتقد السويّ نفسياً أن الآخرين المختلفين عنه لهم الحقّ في عيش حياة مطمئنة، يضمنون فيها أمنهم النفسي والبدني، ويتمتّعون بالاحترام، وبالسلام في علاقاتهم مع الناس الآخرين، والمتسامح سويّ نفسياً بسبب أنه يترك الناس لشؤونهم الخاصة، ولا يتعدّى عليهم، أو يهضم حقوقهم فقط بسبب كونهم مختلفين عنه.

-الرأفة ورقّة القلب: يرحم أصحاب الشخصيات السويّة كل المخلوقات، ويرفضون قسوة القلب تجاه الانسان والحيوان، وهم الأكثر رحمة في بيئتهم المحيطة، بسبب كونهم أسوياء نفسياً لا يعانون من اضطرابات نفسيّة، أو عقد نقص مرضيّة، تدفعهم إلى تعذيب الآخرين، جسدياً أو نفسياً.

-الضمير الحيّ: يراقب السويّ نفسياً كلامه وتصرّفاته الشخصية، وخصوصا في ما يرتبط بتعامله مع الآخرين، ويراجع بشكل دوري مواقفه، وردود فعله الشخصية بهدف الالتزام بالحق والعدل، والانصاف، ويتّقي الله، عز وجل، في سرّه وعلنه.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@