المذابح تتوسع ضد العائلات... و"مستشفى الكويت" التخصصي برفح: النظام الصحي على شفا الانهيار
غزة، عواصم - وكالات: فيما ارتفع ضحايا المجاعة بسبب الحصار الخانق ووقف الامدادات الغذائية والطبية إلى نحو 54 باستشهاد طفلة جديدة بسبب الجوع، شهد قطاع غزة تصعيداً جديداً أمس، مع مقتل نحو 30 فلسطينيا نتيجة غارات إسرائيلية متفرقة استهدفت منازل ومواقع تؤوي نازحين، وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل، إن الهجمات الجوية طالت مناطق متعددة، من بينها حي الشجاعية شرق مدينة غزة، حيث أودت إحدى الضربات بحياة 10 أشخاص من عائلة واحدة واستشهد 11 فلسطينياً، بينهم ثلاثة أطفال رضع، فجرا، في ضربة استهدفت منزلاً في مخيم خان يونس في جنوب القطاع، كما تم استهداف منزل لعائلة البيرم في مخيم خان يونس فجراً، مضيفاً أن من بين القتلى أربعة أطفال وبينهم 3 أطفال رضع يبلغ أحدهم شهراً واحداً، واثنان يبلغان عاما، لافتا إلى التعرف على ثمانية من الشهداء وجميعهم من العائلة ذاتها.
وفي جنوب القطاع، أسفرت غارة على منزل سكني في خان يونس عن سقوط 11 شهيدا بينهم نساء وأطفال، بينما سُجلت وفيات أخرى في خيام للنازحين جراء قصف مباشر من الطائرات الإسرائيلية، فيما استشهدت سيدة حامل في غارة استهدفت منزلا لعائلة أبو هجرس في المدينة ذاتها، وانتشلت طواقم الدفاع المدني ومتطوعين جثامين عشرة شهداء "بعضها ممزقة" وأشلاء، جراء قصف إسرائيل منزلا في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وشن الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارات عنيفة ودموية في مناطق مختلفة في القطاع، بينما قال مصدر في وزارة الداخلية في غزة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قام بنسف عدد من المنازل في رفح وفي منطقة التفاح فجرا.
من جانبها، أعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد طفلة بسبب المجاعة والجفاف في مدينة غزة، ما يرفع عدد ضحايا سوء التغذية في القطاع إلى نحو 54، قائلة إن الطفلة جنان صالح السكافي توفيت في مستشفى الرنتيسي غرب مدينة غزة، إثر سوء التغذية نتيجة المجاعة الحاصلة في القطاع، مضيفة أن نحو 60 ألف طفل يعانون من أعراض سوء التغذية بسبب الحصار الإسرائيلي المشدد وإغلاق المعابر كافة ومنع إدخال المواد الأساسية والمساعدات الإنسانية منذ نحو 64 يوماً، بينما حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" من أن نحو 96 بالمئة من النساء والأطفال في غزة باتوا عاجزين عن تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية، مشيرة إلى أن 1.95 مليون فلسطيني من أصل 2.2 مليون في غزة يعاني مستويات خطيرة من انعدام الأمن الغذائي.
بدوره، أطلق مستشفى الكويت التخصصي في رفح نداء استغاثة، محذرا من أن النظام الصحي في غزة على وشك الانهيار التام، في ظل انقطاع الإمدادات الطبية الأساسية وتوقف دخول المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أن نحو 75 في المئة من الأدوية الحيوية لم تعد متوفرة، ما أدى إلى تراجع خطير في القدرة على تقديم العلاج للمرضى، مؤكدًا أن ما تبقى من المخزون الطبي لن يكفي لنحو أسبوع.
في غضون ذلك، قللت حركة "حماس" من تهديدات الاحتلال بتوسيع عمليته العسكرية، وقال القيادي في الحركة عزت الرشق إن كل محاولة لتوسيع العملية العسكرية ستُغرقكم أكثر، وسيكون أبطال المقاومة الفلسطينية لكم بالمرصاد، مضيفا أن توسيع العدوان يعني توسيع أهداف المقاومة وضرباتها، مشددا على أن الإفراج عن الأسرى لن يكون إلا من خلال صفقة تؤدي إلى وقف دائم للحرب وانسحاب شامل، متسائلا "ما الذي تبقى لكم لتفعلوه ولم تفعلوه؟ قتلتم وجوعتم ودمرتم، وفشلتم في كسر غزة".