الثلاثاء 06 مايو 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الكويت وهولندا... شراكة من أجل آفاق المستقبل
play icon
كل الآراء

الكويت وهولندا... شراكة من أجل آفاق المستقبل

Time
الأحد 04 مايو 2025
View
20
بسام القصاص

في عالم يموج بالتحولات السياسية والاقتصادية، تظل بعض العلاقات الثنائية ثابتة في قوتها ورسوخها، تحمل في طياتها دروساً في الاحترام المتبادل والعمل المشترك.

بين الكويت وهولندا، نُسجت منذ أكثر من ستة عقود خيوط علاقة مميزة جمعت بين الشرق والغرب، مزجت بين قيم السيادة والانفتاح، وأسست لشراكة تُعززها الأرقام والإنجازات حتى يومنا هذا.

وتحتفل الكويت وهولندا هذا العام بالذكرى الـ61 لتأسيس العلاقات الديبلوماسية بينهما، مناسبة جسدت عمق الروابط التاريخية بين البلدين.

وعلى مدار تلك العقود، تطورت العلاقات في مختلف المجالات، مدفوعة باحترام متبادل والتزام مشترك بدعم النظام الدولي القائم على القوانين، كما أشار السفير الهولندي لدى الكويت لورانس ويستهوف.

واقتصادياً، تُعد هولندا الشريك التجاري الأكبر للكويت ضمن دول الاتحاد الأوروبي. بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين أكثر من 1.9 مليار يورو، مع توقعات متزايدة أن يرتفع هذا الرقم مع التوسع في مجالات التعاون الاقتصادي. تتراوح الصادرات بين النفط الخام والمنتجات الزراعية والأدوية والتكنولوجيا، مما يعكس تنوع الشراكة الاقتصادية. ولعل من أبرز الأمثلة على الاستثمار الكويتي الناجح في هولندا، شركة "كويت بتروليوم إنترناشيونال"، التي تدير أكثر من 200 محطة وقود في هولندا تحت العلامة التجارية "تانغو". في ظل التحديات العالمية مثل الأمن الغذائي، وتغير المناخ، اتجه البلدان إلى تعزيز شراكتهما عبر مشاريع بحثية، ومبادرات مشتركة.

من بين هذه الجهود، التعاون بين معهد الكويت للأبحاث العلمية، ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وجامعة الكويت مع شركة "شل" الكويت، ما يُبرهن على أن العلاقة لم تعد مقتصرة على التجارة فقط، بل امتدت إلى مستقبل أكثر استدامة.

لم تقتصر العلاقات الثنائية على السياسة والاقتصاد، بل شملت التعاون الأكاديمي والثقافي أيضا، فقد وُقعت مذكرة تفاهم بين المعهد الديبلوماسي الكويتي و"كلية أوروبا" في بروغ لتعزيز التدريب الديبلوماسي، وتوسيع آفاق التبادل المعرفي، في خطوة تؤكد أهمية الاستثمار في العقول والكوادر البشرية. وعلى مدار العام 2025، تتطلع الكويت وهولندا إلى تعميق تعاونهما في مجالات الطاقة المتجددة والتعليم، والتكنولوجيا الحديثة، في ظل التزامهما المشترك بدعم التنمية المستدامة والاستقرار الإقليمي والدولي.

إنها علاقة تُثبت أن الجغرافيا لا تحد الصداقة، وأن التعاون الحقيقي يتخطى الحدود ليصنع مستقبلا مشتركاً أكثر إشراقاً.

كاتب مصري

آخر الأخبار