حوارات
"رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ" (آل عمران 8).
يُخَرِّب الإنسان ما بقي من عمره الدنيوي القصير، ويميل بنفسه عن سبيل الرّشاد، عندما يرتكب بعض الكوارث السلوكيّة الخطيرة، ونذكر منها ما يلي:
-اتّباع الهوى: بسبب كون الهوى المطيّة المفضّلة للنفس الأمّارة بالسوء، يقع بعض الأفراد في شباك إغراءات أهوائهم البشرية فجائية التقلّب، فيميل البعض عن طرق الحقّ والرشاد والاستقامة الأخلاقية، وتنطق ألسنتهم بكلام سيّئ، وربما ويصرفون بنرجسية تخرّب ما بنوه من سمعة طيّبة.
-الكِبَر والاعجاب المفرط بالنفس: لا يدخل الكِبَر في نفس أي إنسان حتى يقوده تدريجياً الى الغرور والاعجاب المفرط بنفسه، والانفصال عن واقعه المحيط، فتسوء علاقاته الفردية والاجتماعية بسبب تكبّره على الناس، ويصبح منبوذاً من العقلاء والصالحين، وربما ينتهي به الأمر الى التقوقع داخل نفسه النرجسية، ما سيؤدّي به لا محالة الى تخريب حياته من تلقاء نفسه المتكبّرة!
-إيذاء الناس: يتعمّد أحد الأشخاص إيذاء الآخرين لأسباب أنانية بحتة، أو بسبب ضعف ضبطه لنفسه، أو بسبب شعوره بالنقص وسعيه لتعويضه بشكل سلبي، بينما يتناسى الحقيقة الكونية التالية: "من ركب ظهر البغي نزل به دار الندامة".
-اليأس من رحمة الله: ييأس أحدهم من رحمة الله عزّ وجل، فينغمس في مزيد من التصرّفات السيّئة، ويتناسى قول المولى عزّ شأنه في كتابه الكريم "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (الزمر 53).
واليأس هو تخريب طوعي لما بقي من العمر في عدم قضاء بقيّته في التوبة الصادقة.
- شهوة ساعة تدمّر حياة كاملة: ينغمس أحدهم في شهوة محرّمة ظنّا منه أنه لن يراه أحد، ويتناسى قول المولى عزّ وجلّ "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ" (ق 16)، ومن يراقب الله في سرّه وعلنه تصلح نفسه، والله عز وجل أعلم.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@