يتحدث رئيس تحرير "القبس" الزميل الخلوق وليد النصف عبر شاشة "تلفزيون الكويت" عن قصة تأسيس اول دار للسينما في الكويت.
ويقول: ان المرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح، بعد عودته من رحلته الاعتيادية الى بومبي، دعا عدد من التجار إلى مكتبه، وقال لهم انه في بومبي دخل سينما، فاعجب بها، وطلب من التجار تأسيس دار سينما في الكويت.
لكن التجار تخوفوا من الخسارة والمنافسة، فمنحهم الشيخ عبدالله السالم 50 عاماً، ونجحت السينما، وكانت باكورة لتأسيس دور سينمات اخرى، وكانت "الفردوس" و"الحمراء" و"الاندلس"، و"حولي الصيفي"، وسينمات اخرى في انحاء البلاد.
المشروع كان جديداً، ومربحاً وترفيهياً، وكانت الناس بحاجة اليه في مجتمع يقضي معظم وقته على الجفاف" ولعب "كوت بوسته" او"هاند" و"سوالف حش".
اليوم لا تخلو "المولات" والمجمعات التجارية الحديثة من دور سينما، ولا تشكو تلك الدور من قلة الرواد، بل كل السينمات مقاعدها "فل"، وهذا إن دل يدل على ان الكويتيين محبون للفن، والترفيه، والتسلية.
السينما ليست وسيلة للترفيه والتسلية، فإلى جانب الترفيه هي ثقافة ايضاً، ومشروع تجاري مربح ثبت نجاحه، وملاكُ السينمات ليسوا فقراء، او من ذوي الدخل المحدود، لكنهم تجار واصحاب او ملاك الـ"مولات".
السينما فن من الفنون تسمى "الفن السابع"، وسيطرة كبار التجار على السينما لم يمنعهم، والجيل الجديد من ابنائهم
(الذكور والاناث) أن يقتحموا أعمالاً فنية، كمشاريع تجارية اضافية وناجحة ومربحة، منها تنظيم حفلات غنائية، وعروض مسرحية والعاب كهربائية مجلوبة من الخارج، وهذه كلها لا تعرض للخسارة، بل لعل ارباحها مضمونة 100 في المئة، سيما اذا عرفنا أن نجاحها مضمون من كفالة حكومية تمنح اراضي، بايجارات رمزية لا تتعدى بضعة فلوس.
فنانو الكويت الذين اسسوا مسرحاً ناجحاً، ثم أعمالاً درامية، ليسوا تجاراً وابناء تجار، انما على الاغلب ابناء المسحوقين البسطاء، الذين كانوا مع ابائهم يحفرون الصخر بايديهم. عبدالحسين عبدالرضا ابن نوخذه قطاعة، سعد الفرج وابراهيم الصلال "قرويه"، وبقية الفنانيين المسرحيين والتشكيليين والسينمائيين ابناء لاباء مسحوقين.
اتحدى إن كان فيهم من ابناء التجار عدا خالد النفيسي،
اقتحام التجارة مع ابنائهم واحفادهم في كار اسسه الفقراء، يجعلنا ان نتساءل: ماذا بقي لابناء الفقراء، وذوي الدخل "المهدود" ان يقتحموا إذا كان التجار وابناؤهم يكتسحون، تجارة السيارات والـ"مولات"، والمطاعم الفاخرة وغير ذلك من الانشطة التجارية المحتكرة.
صلوا على النبي، وعلى من يفرش لهم الطرق بالذهب والفضة ووزارات.
عندما نسمع مقولة "الفقراء اكلونا"، هل نخطئ اذا قلنا "التجار اكلونا"، الفن ليس در فلوس، لكنه ذوق واحساس، وهذا لا يتوافر لدى كل البشر، اتركوا للفقراء صنعتهم الدينارية وامسكوا انتم صنعتكم المليارية.
صحافي كويتي
[email protected]