دائما ما يُثار في الديوانيات والمجالس تساؤل متكرر: ما الفرق بين البيض، الأبيض والبني؟
وهل البني أغنى بالعناصر الغذائية وأكثر فائدة للإنسان؟
في الحقيقة، ومن الناحية العلمية البحتة، لا يوجد فرق جوهري في القيمة الغذائية، أو الطعم بين البيض، فكلا النوعين يحتويان على العناصر الأساسية نفسها من البروتينات والفيتامينات والمعادن، والاختلاف بينهما لا يتعدى الشكل الخارجي والقشرة فقط.
في السبعينات، بدأنا بتجربة تربية الدجاج البني في إحدى الحظائر، وكنا نُطلق عليها اسم "الذئاب الحُمر" نظراً لنشاطهم وشراستهم في الأكل، وقد لاحظنا خلال التجربة أن هذا النوع من الدجاج يستهلك علفاً أكثر، ويتميز بنسبة وفيات أقل، ويُنتج البيض بكفاءة أعلى مقارنة بنظيره الأبيض، لكن من حيث الطعم والقيمة الغذائية، لا يوجد فرق ملموس بين الاثنين.
أحد الأسباب التي تدفع البعض لتفضيل البيض البني هو الانطباع السائد أنه "طبيعي" أو "عضوي"، وهذا ما تستغله بعض الأسواق لتسويقه بسعر أعلى استناداً إلى الطلب وقيمة التصور الذهني لدى المستهلك.
لكن الحقيقة؛ أن الفرق يعود إلى سلالة الدجاج؛ فالدجاج البني عادة ما يكون أكبر حجماً، ويحتاج إلى كميات أكبر من العلف، مما يرفع تكلفة إنتاجه بنسبة بسيطة لا تتجاوز 10 إلى 15 في المئة من قيمة العلف.وإذا كُتب على البيض أنه عضوي، فيجب ذكر مصدر التوثيق وختم الجودة بشكل واضح على العبوة، حتى لا يُستخدم المصطلح كأداة تسويقية فقط من دون دليل فعلي.
أما لون صفار البيض، فهو يتأثر بالعلف المُستخدم، إذ يمكن تعديله بإضافة مكونات طبيعية مثل الفلفل الأحمر، والـ"بابريكا"، والذرة، ويمكن اختيار ما يصل إلى 15 درجة لونية مختلفة للصفار، وذلك وفق نسبة الخلط، باستخدام مقياس "مروحة الصفار" المعتمد عالمياً في تصنيف لون الصفار.
ومع ذلك، فقد عملت وزارة التجارة على فرض تسعيرة ثابتة للبيض، بغض النظر عن لونه، إلا أن المفارقة المثيرة للدهشة، أنني رأيت في أحد المتاجر بيضاً بنياً مستورداً من إحدى الدول الخليجية يُباع بسعر 2.590 دينار للطبق الواحد، مع خصم "تشجيعي" بنسبة 10 في المئة، ليُصبح السعر 1.990 دينار في حين أن البيض الكويتي المحلي يُباع بسعر 1.210 دينار للأبيض، و1.900 دينار للبيض البني (المرعى الحر)، مع احتوائه على 30 بيضة في الطبق.
الملفت للنظر؛ أن كثيراً من الكويتيين لا يتسوقون بأنفسهم، بل يعتمدون على المساعدين في المنزل، مما يفرض علينا مسؤولية توعيتهم وتدريبهم على اختيار البيض المحلي الوطني، ومراعاة تاريخ الإنتاج عند الشراء.
ونصيحتي هنا"الأقرب هو الأفضل"، لذا يُفضّل دائماً شراء البيض المحلي الطازج.
كما أن تخزين البيض يجب أن يتم في الجزء البارد من الثلاجة، وليس في بابها، لضمان حفظه بدرجة حرارة مستقرة، وينصح باستهلاكه خلال فترة لا تتجاوز أسبوعين إلى أربعة أسابيع من تاريخ الإنتاج.
عضو مجلس إدارة هيئة الزراعة و رئيس جمعية مربي الدواجن سابقا