لا شك ان الله، سبحانه وتعالى، انعم على هذه البلاد، والمنطقة تحديداً بالخيرات مُنذ ُعشرات السنين، ومنها واهمها "البترول" والذي اوجد نهضة عمرانية، وتطورات بسبب السيولة وتدفق الأموال، وبالتالي وضع الخطط والستراتيجيات للنهوض بالمنطقة وشعوبها، وبسبب السياسيات الحكيمة لحكام هذه المنطقة ازدهرت.
رأينا ناطحات السحاب والشركات العملاقة، ورأينا تدفق الأموال من الخارج للاستثمار، وبالتالي لا يوجد ناجح من دون حسد.
مُنذُ حرب الخليج، لا أعادها الله، ونحنُ نُعاني من أزمات عديدة، ومن اضطرابات مُختلفة، ومن تدخلات في الشؤون الداخلية، وتراكمات من الجيوش التي استغلت الـ"سوشال ميديا" لتشن هجومها على المنطقة، وأبنائها، وتحاول بقدر المُستطاع زعزعة استقرار الشعوب، وتفكيك الاواصر، وزرع الفتن.
ومع الأسف، فإن غالبيتها من دول الجوار، ومن عرب الهوية والمولد، ومنهم من ولد على ارضنا، وترعرع ونشأ بيننا، واكل من خيرات هذه البلاد، لكن ماذا تقول في مثل هؤلاء؟ في السنوات الأخيرة اندلعت نيران حرب بين روسيا وأوكرانيا، وهذه منطقة خطرة على أُوروبا، والاتحاد الأوروبي، وعلى أميركا، ومصالح الغرب بعامة، وهم لا يريدون ذلك، ولا يريدون ان تكون منطقتهم منطقة نزاع وحروب، وتفكك، وتصادم، وهدم، وديون مُتراكمة، والعودة الى المُربع الأول. كذلك لا يريدون أن تكون بلادهم وأوطانهم يتفشى فيها الخراب، ولا ان تتبعثر ثرواتهم ويكونوا "بلاد فقر" تعيش على المساعدات.
ولا ان يكونوا محل احتياج للآخرين، بل انهم، وفي خططهم وستراتيجياتهم، يريدوننا نحن من نحتاج اليهم، ونحن من تندلع الحروب في اوطاننا، وان تظل شعوبنا مُتعطشة للخُبز والأمن والأمان.
وان نكون اسرى عطاءاتهم، ودوماً في أمس الاحتياج اليهم، وأن ينظروا الينا نظرة "ازدراء" لا نظرة حُب وتعاطف، بل انهم حاقدون علينا، وهدفهم هذه الثروات التي وهبها الله لهذه المنطقة، ويخافون ان نستغل مواردنا افضل واحسن استغلال.
هم دوما في شغل شاغل، ودائما ما يضعون الخطط والستراتيجيات، لإبقاء المنطقة في جهل وظلام دائم، وفي أمس الحاجة إلى صناعاتهم، وأن نكون دولا "مُستهلكة" لا مُصدرة.
الآن وبعد عودة ترامب، خطط هؤلاء القوم، واقاموا الدنيا واقعدوها، ولم تنم الدولة العميقة، ليكون الأداة الحقيقية لتنفيذ الأجندة كاملة، وبعدها يرحل، فهو أفضل من يُطبق الأدوار.
خطط ترامب الاقتصادية لم تكن وليدة اليوم، ولم يكن هو من اخترعها، بل وضعت منذُ خمس سنوات، وخطط لها منذُ ذلك الوقت، واليوم مراحل التنفيذ. لهذا ستكون منطقتنا على صفيح ساخن، وستكون هناك عشرون غزّة بدل واحدة، وستكون منطقتنا على فوهة بركان، والله الحافظ.
إذا لم نتدارك الوضع، ونسبق الأزمنة، ونقرأ الاسطر وما بينها بعناية تامة، فلن تكون أيام المنطقة في امان.
كاتب سعودي