الخميس 08 مايو 2025
28°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
إرهاصات الحرب الأهلية في سورية
play icon
كل الآراء

إرهاصات الحرب الأهلية في سورية

Time
الثلاثاء 06 مايو 2025
View
80
حمد سالم المري

بعد هروب بشار الأسد، وتمكن "هيئة تحرير الشام" من الوصول إلى السيطرة على الحكم، من دون مقاومة تذكر، أصبحت سورية شبيهة بالحالة الأفغانية، بعد خروج الجيش الروسي منها، وتمكن الفصائل الأفغانية المعارضة من الوصول إلى سدة الحكم.

فرغم محاولة الرئيس السوري الحالي أحمد الشرع، وحكومته لملمة ما أحدثته الحرب من فوضى، وتجنيب سورية الحرب، أو الانقسام.

ورغم محاولة بعض حكومات الدول العربية مساندته بالمال والدعم السياسي، إلا أن الأجواء التي خلفتها الحرب، والطريقة المريبة لتمكن "هيئة تحرير الشام" من الوصول إلى الحكم، يؤكد أن هناك قوى دولية لها أطماع في سورية والمنطقة، لها توجهات مخالفة لما يسعى إليه الشرع.

الحالة السورية حاليا، تشابه الحالة الأفغانية بعد خروج الجيش الروسي عام 1989، كون الفصائل الأفغانية الإسلامية اتحدت لمحاربة الروس، رغم أنها مختلفة، فكريا ومنهجيا، ومختلفة في المصالح، وكذلك في سورية اتحدت الفصائل الإسلامية لمحاربة نظام بشار البعثي، رغم اختلاف مصالحها، واختلاف مناهجها وفكرها.

وأفغانستان متعددة الطوائف والأعراق، وهي مدعومة من جهات خارجية، وسورية متعددة الطوائف والأعراق مدعومة أيضا من جهات خارجية، ففي سورية الأكراد مدعومين من روسيا، والدروز مدعومين من إسرائيل، والعلويين مدعومين من إيران، و"هيئة تحرير الشام" مكونة من جماعات تكفيرية مختلفة التوجهات، وكل منها مدعوم من جهات خارجية، سواء من جماعات وأحزاب إسلامية، أو دول.

وقد بدأت إرهاصات الحرب الأهلية، ومحاولة قوى خارجية تقسيم سورية، أو على الأقل إعطاء بعض الأقاليم، التي تكثر فيها بعض الطوائف، حكماً ذاتياً.

فقد حذرت إسرائيل الحكومة السورية من بسط سيطرتها على الدروز، بعدما اصدر زعيمهم بياناً يطالب فيه بحماية الطائفة والحكم الذاتي، وشنت غارات جوية ضد مواقع سورية بحجة حفظ أمن إسرائيل.

وأصدر الأكراد بياناً يطالبون فيه بحكم ذاتي، وكذلك فعل العلويين مثل ذلك، وتملل بعض السوريين من طريقة تعامل حكومة الشرع مع فلول النظام، خصوصا ممن تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري، إذ لم يحكم حتى اليوم على أي شخص متورط في قتل المدنيين، مما جعل بعض أبناء الشعب السوري يأخذ حقه بيده، من خلال التصفية الجسدية لمن تورط في القتل، وهذه الأمور تكون سببا رئيسيا في إشعال الحرب الأهلية.

بعد وصول "هيئة تحرير الشام" لسدة الحكم، قصفت إسرائيل جميع المطارات العسكرية، وأعطبت الأسطول الجوي، كما قصفت الكثير من مستودعات الأسلحة، وتوسعت في احتلالها للجولان، بحجة خلق حاجز أمني.

لهذا إذا نشبت حرب أهلية، ستكون طويلة ومهلكة، بسبب عدم وجود غطاء جوي يسمح للحكومة بالسيطرة السريعة على أي تمرد، ووجود تدخلات خارجية لدعم الطوائف المتناحرة لتحقيق مصالحها الخاصة.

أسأل الله أن يحفظ سورية وشعبها من كيد الكائدين.

al_sahafi1@

آخر الأخبار