هل تريدون سياحة، ام تريدون حجي ديوانيات؟
السياحة لا تأتي على سبيل المثال بالسباحة بالعباية والنقاب، ولا بالسروال المكسر، والمايوه الاسلامي.
تبون سياحة، خلكم زلمة مثل باقي ازلام ورجالات منطقتنا الخليجية المباركة، كانوا واقعيين، ونجحوا بصناعة سياحة تليق بدولهم، ولذلك وفدت عليهم الدنيا، وبذكورها واناثها من كل فج عميق، يمارسون سياحتهم وسباحتهم، وهم مطمئنون، وليس هناك من يتطاول عليهم بالشتم او بكلام غير لائق، او شرطي يجهل مهمته الرسمية، فيجرجر السائح المسكين، الذي لا يعلم شنو السالفة، ولماذا يجرجره الشرطي من تلابيبه الى المخفر، وحيث ان السائح اجنبي غشيم بلغة الضاد، ويمكن يرمونه بالتوقيف او يأتي مندوب من سفارته او ضابط المخفر الذي لا يرى ان السائح القادم الى بلادنا يستحق كل هذه البهدلة.
فيما نحن نزعم اننا حضاريون ومدنيون ونقدر ضيوفنا القادمين إلى وطننا للسياحة، واستكشاف مواقع الجمال والتعرف على طبيعة الانسان الكويتي، المعروف بسماحته وضيافته وخلقه الرفيع.
الكويتي وبخاصة جيل الشباب، لا يحتاج لمن يفهمه ماذا تعني السياحة، وكيف ينبغي للمواطن ان يتعامل مع السائح، وبخاصة الاجنبي الذي يختلف عنا لغة وطباعاً. اعود مجددا لاقول: كيف أن اخواننا الخليجيين نجحوا بكسب الاجانب، حيث تعج بلدانهم بسواح من الجهات الاربعة، وبلغات عدة. يتكلمون كثيراً عن فتح البلد، ويتكلمون عن سياحة داخلية وسياحة لزوار الكويت، لكننا نريد من السائح الذي تكبد مبالغ مهولة، كي يصل الينا، ويتعرف على الانسان الكويتي، وحضارة الكويت، وتقدمها ثم يصطدم، أن عليه ان ينام في غرفته في الفندق لانه لاشيء هناك يستحق، فلا ترويح ولا ترفيه، فثمة واقفون لكم بالمرصاد.
من يريد السياحة فاولها شرط الانفتاح، وتالياً توفير كل لوازم الترفيه والترويح والامن، فالمطاعم هنا رغم كثرتها وتنوعها لكنها ليست كافية، ولا مقنعة لسياحة ناجحة، ولا السائح يتكبد مشواراً طويلاً كي يرى مسجدا قديماً او مدرسة قديمة، او بيتا قديما.
ولا سواحك باحثون عن التراث، رغم ندرته، او باحثون عن التاريخ والحضارات الاغريقية، او تاريخ الغوص على اللؤلؤ، فالسياحة لم تعد قاصرة على كبار السن من المتقاعدين، بل لعل جيل الشباب يشكلون الغالبية العظمى، هذا النوع من السواح إذا نجحت الدولة باجتذابه نجحت السياحة وغير هذا ماكو سياحة.
تأتي هذه المقالة مع ما يتداول مجدداً من حديث ما يسمى تنشيط السياحة في الكويت، واعتقد ان الباحثين عن تجديد او تنشيط السياحة، هؤلاء اشبه بمن يحرث في البحر. تنشيط السياحة يا سادة لا يحتاج للمزيد من الجهد في التفكير، فالعالم كله بات بيئة سياحية واحدة، كل الدول توفر لزوارها الراحة والترفيه والترويح، وحرية التنقل واحترام وحماية السائح، ولا اختلاف هنا بالجنس والدين واللون واللغة.
إن ابناءنا الشباب نجدهم يسيحون اقاصي الدنيا، وإلى قمم الجبال، ويمارسون كل المغامرات بحرية تامة، وهناك من اهل البلد من يساعدونهم ويدلونهم على مكامن والطرق المغلقة او المجهولة.
تبون سياحة شوفوا الشباب، تعلموا منهم، فشبابنا يجوبون العالم وينقلون مشاهداتهم.
صحافي كويتي
[email protected]