أصبحت شوارعنا لآلئ تتلألأ

يا الهي ما الذي حدث في يوم وليلة في شوارعنا حتى اصبحت وكأنها لآلئ تتلألأ؟

الذي حدث هو عودة الوعي الى الشارع، وعودة القانون إلى مجراه.قبل مدة غير بعيدة من الزمن، قرأت على وسائل التواصل الاجتماعي، كلمة سخرية عميقة لشاب قال ان لديه سيارة "وانيت" اميركية. قال وهو يسخر من الفئة النادرة من الناس التي تستعمل إشارات الانعطاف يمنة ويسرة الموجودة في كل سيارة، من الذين اذا ارداوا الانعطاف يمنة او يسرة، فيستخدمون مصباح الضوء الوميضي المتلألئ، ليعرفوا المركبات التي خلفهم بوجهتهم في الانعطاف.وقال: يبا هذيلا ماعندهم وانيتاتنا؛ احنا راعين الوانيتات، من العيب علينا ان نستخدم اشارات الانعطاف، عند تغيير مساراتنا، وما يستعمل هالاشارات هذه غير الغشيم، او هكذا قال في تغريدته المؤلمة بالنسبة لي، لان هذا استهتار بحركة السير ويدل على عدم المبالاة بقوانين السير، وكما هو من مسببات الامان في القيادة السليمة؛ لكن بعد صدور حزمة القوانين ووسائل المراقبة والمتابعة تغيرت الحال في الشوارع، إلى درجة تثير معها الضحك، ما ادري من الفرح بانهزام الفوضى، او لكثرة استخدامها يمنة ويسرة، وخصوصا من السواق "الشوفيرات" الذين وجدوها لعبة لذيذة تحمي معازيبهم من الغرامات الصارمة، فأصبحت الشوارع والحالة هذه وكأنها لآلئ تتلألأ من كثرة وميض اشارات الانعطاف الضوئية، وخصوصا من السيدات اللاتي كان الكثير منهن لا يدل اين يوجد ذراع تلك الاشارات، مع الاعتذار للواتي يحافظن على النظام في القيادة.

والله شيء مفرح تطبيق القانون فهو لسلامة الجميع، وستخف حوادث التصادم كثيرا بسبب استخدام اشارات الانعطاف الضوئية، التي بدأ استخدامها تاريخيا، كما اعلم في الشاحنات الكبيرة، وكانت عبارة عن ذراع يدوي يحرك من داخل السيارة، فينبه السيارات برغبة السائق في الانعطاف، وكان اخراج اليد، وبشكل مستقيم لليسار، يعني الانعطاف لليسار، أما الانعطاف إلى اليمين، فيخرج السائق يده ويضعها فوق برج السيارة، فوق السائق، ويشير للجهة اليمنى بيده، وفي حال التوقف لا يمد ذراعه بالاستقامة، بل يجعلها واقفة بزاوية قائمة. ودمتم مستمتعين مثلي بلآلئ الشارع وكأنها عرس.

كاتب كويتيأصبحت شوارعنا لآلئ تتلألأ