حوارات
تشير الثقافة الغربية الى مجموعة واسعة من القيم والمبادئ، والتقاليد الثقافية والاجتماعية والأخلاقية، والإنجازات العلمية التاريخية، التي تتّصف بها كثير من المجتمعات الغربية المعاصرة.
أعتقد يمكن أن تكون الثقافة الغربية في بعض جوانبها الحضارية قدوة للعرب والمسلمين، لكنها حتماً لا يمكن أن تصبح قدوة أخلاقية أو روحيّة لهم، لبعض الأسباب التالية:
-الثقافة الغربية والفراغ الروحيّ: من يقرأ عن بعض المجتمعات الغربية، أو يزورها بكثرة، لا سيما بعض المجتمعات الأوروبية، يلاحظ الفراغ الروحيّ الذي يعاني منه كثير من أعضاء هذه المجتمعات، سواء في انخفاض نسب زيارة الكنائس، أو ندرة قراءة الكتب المقدّسة بالنسبة لهم، والجوع الروحيّ الذي يتم ملأه إمّا بدخول الإسلام، أو باعتناق فلسفات روحيّة شرقيّة معينة، ويصعب أن يقتدي المرء المسلم العاقل بالروحيّة الغربية الماديّة، لأنها ليست موجودة من الأساس.
-النظرة الدونية تجاه العرب والمسلمين: البروز المتسارع لليمين المتطرّف، في كثير من المجتمعات الغربية، دليل قاطع على زيادة شعبية النّفس الصليبي التاريخي ضدّ أمة الإسلام، وما تزايد جرائم الكراهية ضدّ الأقليات العربية والمسلمة، والشرقية سوى دليل آخر على تزايد كره الانسان العربي أو المسلم، أو الشرقي فقط، لكونه مختلفاً عرقياً ودينياً وثقافياً، فكيف يقتدي المرء العاقل بمن يمقته بشدّة؟
-المعايير المزدوجة في التعامل مع القضايا العربية والإسلامية: التحيّز السياسي الغربي التاريخي ضدّ كثير من القضايا العربية والإسلامية، واضح للعيان، وربما يرتكز جانب منه على كره متأصّل في جانب معيّن من العقلية الغربية السياسية المعاصرة ضدّ ذوي البشرة الداكنة، وقضاياهم التاريخية، وليس من المنطق أن يقتدي المرء العاقل بمن ينظر إليه باحتقار بسبب لون جلده، ومن سيبقى يزدريه، ولو غيّر لون شعره، أو أتقن لغته ولهجته.
-الأمراض النفسية الغربية: يتسبب الاقتداء المفرط بالغرب بالإصابة بالأمراض النفسية المنتشرة بكثرة في بعض المجتمعات الغربية، مثل السيكوباتية، والاكتئاب، والقلق المرضي، واضطراب الهوية الجندرية، والمثلية، وفرط الشهية المرضي، وعبادة الشيطان، وبعض الاضطرابات العاطفية الخطيرة الناتجة عن نمط الحياة الغربية المادية.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi