ترحيب خليجي وعربي بالاتفاق بين الولايات المتحدة والحوثيين بوساطة عُمان

الرياض، صنعاء، عواصم - وكالات: وسط ترحيب عربي ودولي، ثمنت دول مجلس التعاون الخليجي جهود سلطنة عمان التي أسفرت عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة الأميركية وجماعة الحوثي، معربة عن أملها في أن تسهم الخطوة في ضمان حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي، مجددة دعمها الكامل لنهج الديبلوماسية والحوار لحل القضايا الإقليمية كافة، انطلاقاً من إيمانها الراسخ بأهمية توطيد الأمن والسلم وتعزيز الاستقرار والسلام والتنمية على المستويين الإقليمي والدولي، معبرة عن تقديرها للدور البناء لسلطنة عُمان الذي أسهم في التوصل إلى الاتفاق.

وفيما سارعت دول المجلس الست ومصر والأردن ودول عربية وإسلامية عدة للترحيب بالاتفاق، اعتبر أمين عام مجلس التعاون جاسم البديوي الجهود التي بذلتها عمان في الوساطة بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثيين، تجسد الدور البناء والفاعل الذي تضطلع به السلطنة في دعم أمن واستقرار المنطقة، مؤكدا أنه من خلال سياساتها الحكيمة والمتزنة، تواصل السلطنة العمل على كل ما من شأنه تعزيز الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي، مجددا التأكيد على أهمية خفض التصعيد للمحافظة على أمن واستقرار المنطقة واحترام حق الملاحة البحرية فيها، وفقاً لأحكام القانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982.

وفي أعقاب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليل أول من أمس، أن بلاده ستوقف فوراً الضربات الجوية في اليمن، أعلنت سلطنة عُمان نجاح جهودها الديبلوماسية في التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي، يقضي بوقف إطلاق النار بين الجانبين، ومن ضمن ذلك وقف استهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر وباب المندب، وكشف وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي أن التفاهم جاء بعد مشاورات مكثفة أجرتها السلطنة مع الطرفين خلال الفترة الماضية، بينما قال المتحدث باسم الخارجية العمانية إنه "في المستقبل لن يستهدف أي منهما الآخر بما في ذلك السفن الأميركية في البحر الأحمر وباب المندب، وبما يؤدي لضمان حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي"، مضيفا أن سلطنة عمان تعرب عن شكرها لكلا الطرفين على نهجهما البناء الذي أدى إلى النتيجة المرحب بها وتأمل أن يؤدي ذلك إلى مزيد من التقدم على العديد من المسائل الإقليمية في سبيل تحقيق العدالة والسلام والازدهار للجميع.

من جانبها، أكدت جماعة الحوثي أنها لن تتراجع عن إسناد غزة "مهما كان الثمن"، وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط إن "ما حصل يثبت أن ضرباتنا مؤلمة وستستمر ولن نتراجع"، مضيفا "ردنا بإذن الله سيكون مزلزلا مؤلما ولن يكون بمقدار العدو الإسرائيلي تحمله، ولجميع الصهاينة من الآن وصاعداً، الزموا الملاجئ، أو غادروا إلى أوطانكم فوراً، فلن يكون بمقدور حكومتكم الفاشلة حمايتكم بعد اليوم"، بينما قال القيادي محمد الحوثي إن جماعته ستقوم بتقييم إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوقف العدوان على اليمن ميدانياً أولاً، معتبرا فصل الإسناد الأميركي للكيان المؤقت، انتصارا لجماعته وفشلا لنتنياهو وعليه أن يقدم استقالته.

ميدانيا، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه اعترض طائرة مسيّرة تم إطلاقها من اليمن، قائلا إن صفارات الإنذار دوت قبيل الغارة، بينما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الطائرة المسيرة أطلقتها ميليشيا الحوثي، بينما كشفت شبكة "سي إن إن" الأميركية أن طائرة مقاتلة أميركية من طراز "F/‏A-18 سوبر هورنت" فُقدت في البحر الأحمر من حاملة الطائرات "هاري ترومان"، وهي الثانية خلال نحو أسبوع، ناقلة عن مصادر مطلعة، أنه لم يتضح بعد ما حدث، حيث لا يزال التحقيق جارياً، لكن الحادث وقع بعد إطلاق نار من الحوثيين على حاملة الطائرات، وذكرت المصادر أنه حدث فشل في إيقاف الطائرة أثناء محاولتها الهبوط على الحاملة، واضطر الطيار وضابط أنظمة الأسلحة إلى القفز بالمظلة، حيث انتشلتهما مروحية إنقاذ وهما على قيد الحياة، لكنهما أصيبا بجروح، موضحة أن الطائرة تحطمت في البحر الأحمر ولم تنتشل بعد، لافتة إلى أن المتمردين أطلقوا النار على حاملة الطائرات الأميركية، على الرغم من إعلان الرئيس دونالد ترامب وقفاً لإطلاق النار بوساطة من سلطنة عمان.