الأربعاء 14 مايو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
النهر الأخضر
play icon
كل الآراء

النهر الأخضر

Time
السبت 10 مايو 2025
View
10
منال أبو العلا

لا تزال قوافلنا الخضراء تسير في ممرات أثيرية، لإنقاذ منكوبي العالم، منذ إطلاق الأمر السامي الملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في 13 مايو 2015، بتأسيس "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية"، الذي يُعد أول مركز إغاثي في المملكة.

ولا يتخطى المركز الحدود الجيوسياسية فقط، بل الحدود الدينية والقومية، بنهر لا ينقطع من المساعدات الإنسانية، كالغذاء والماء والدواء والمأوى، والمساعدات اللوجستية الأخرى.

فالأسطول الأخضر يضم مئات من الأطباء والمتخصصين لإنشاء المستشفيات الميدانية، لمساعدة المرضى والمصابين في أي مكان على ظهر البسيطة.

فدور مركز الملك سلمان الإغاثي قد ينافس المنظمات العالمية كالأمم المتحدة، والهلال الأحمر، والصليب الأحمر، مع الاختلاف العميق في التوجهات والأجندات السياسية.

ويُعد المركز واحداً من أبرز الجهات المتخصصة في زراعة القوقعة السمعية عالمياً، فقد أطلق برنامجاً تطوعياً ضخماً تحت اسم "سمع السعودية"، ويهدف إلى إعادة حاسة السمع للأطفال الذين يعانون من فقدانها، وذوي الإعاقة في العديد من دول العالم.

وقد زرع البرنامج 1000 قوقعة إلكترونية في عدد من الدول الإفريقية، ولا يقتصر الأمر على إعادة حاسة السمع جراحياً فقط، بل وفر المركز خدمات تأهيل النطق والتخاطب للأطفال المستفيدين، كذلك تدريب الأسر على مهارات التخاطب والدعم السمعي، بما يسهم في دمج الأطفال في المجتمع.

وكانت أول عملية زراعة قوقعة دون تخدير أجراها فريق طبي سعودي متخصص تابع للمركز، إنجازاً طبياً وإنسانياً غير مسبوق على مستوى العالم، والتي أُجريت لمريض في كينيا، ضمن برنامج "سمع السعودية".

وتوالت نجاحات الفريق الطبي في زراعة القوقعة السمعية في العديد من الدول؛ ففي كينيا أُجريت 28 عملية، بينما أُجريت 40 عملية زراعة قوقعة في الأردن، أما تركيا فأُجريت فيها 66 عملية قوقعة سمعية خلال 20 ساعة فقط في مدينة الريحانية.كما نفّذ الفريق 27 عملية زراعة قوقعة ناجحة في السنغال، وأطلق المركز حملة زراعة القوقعة بالتعاون مع منظمة "الأمين" في تونس لإجراء عمليات للأطفال المحتاجين.

ولم يقتصر دور هذا النهر الأخضر على بثّ الحياة في شرايين الأراضي المنكوبة في كل صوب فقط، بل حرص على تخصيب تلك الأراضي لتنميتها بصورة مستدامة؛ فأخذ في تشييد المدارس لغرس بذور المعرفة في العقول والقلوب التي تصحّرت بفعل الحروب والنزاعات، مع توفير لقمة العيش بالعمل الشريف من خلال مشاريع التنمية المستدامة طويلة الأجل في أكثر من 90 دولة حول العالم، والتي كان من أبرزها: اليمن، وسورية، والسودان، وباكستان، وفلسطين، وغيرها.

وقد كرّست مملكتنا الحبيبة، بتوجيه من ولي عهدنا محمد بن سلمان، كل جهودها الحثيثة في خدمة جميع القضايا الشائكة حول العالم، ونُصرة المنكوبين من الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية، فقد خصصت أساطيل جوية للإغاثة العاجلة، كذلك أساطيل نقل ثقيلة للإغاثة الشاملة والعمل الميداني، التي تتمركز في النقاط المنكوبة حول العالم، ثم تنتشر على شكل حملات لتغطية أكبر المساحات الممكنة منها، تماماً كما تفعل الجيوش النظامية، لكن جيوشنا الخضراء جاءت إليكم لتجفف دموعكم، وتطمئن قلوبكم، وتوفر الأمن والأمان لأطفالكم.

هكذا أمرنا ديننا الحنيف، وهكذا تظل راية التوحيد خفّاقة في قلوب الناس إلى يوم الدين.

كاتبة سعودية

آخر الأخبار