الثلاثاء 13 مايو 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
النفيسي... الإبحار من الليبرالية إلى رفقة 'الإخوان'
play icon
كل الآراء

النفيسي... الإبحار من الليبرالية إلى رفقة "الإخوان"

Time
الأحد 11 مايو 2025
View
80
حسن علي كرم

اعرف الدكتور عبدالله النفيسي كشخصية اجتماعية بارزة، واكاديمية واعلامية، منذ سبعينيات القرن الماضي، كنت اشاهده في جمعية المعلمين حيث كان يزور الجمعية ورفقاء الدراسة الجامعية، ومكاتب مجلة "الرائد" (المعلمين) حالياً. ايضاً كنت اتابع برنامجه التلفزيوني الاسبوعي على محطة "تلفزيون الكويت"، لم يكن عبدالله النفيسي في ذلك الزمان يشكل ظاهرة غير عادية اذا صح التعبير، فهناك اخرون من مثقفي واكاديميي ذلك العصر كانوا لا يقلون عنه بروزاً او ظهوراً على الصعيد الاجتماعي، والثقافي والاعلامي، كيوسف الجاسم.

لكن ما كان يستثني النفيسي مقالاته التي كان يكتبها في الصحف اليومية، مثل "السياسة" و"الوطن" حتى استقر اخيرا في مجلة "المجتمع"، لسان حال "جمعية الاصلاح" او اكثر تعريفاً ودقة "جماعة الاخوان".

من هنا في تصوري، وليعذرني، اذا اخطأت في التوصيف، فالنفيسي لم يكن معروفاً انتماؤه لجماعة "الاخوان"، او على الاقل لي شخصياً، كنت اظنه ليبرالياً، واتجاه حر غير منتمن لاي اتجاه، او توجه سياسي، كـ"نادي الاستقلال"، حينذاك، ملاذ المثقفين والشباب الليبراليين واليساريين، فهل النفيسي انقلب من ضفة الى ضفة، ومن فكر منفتح الى انتماء فكري، حتى ينغلق بفكر منغلق لا يسمح للمرء ان ينظر يساراً او يميناً، او ينغلق في ذاته او على نفسه.

في مكتبتي كتاب او كتابان من مؤلفات النفيسي، احدهما عن الشيعة كمشروع ماجستير، والحقيقة ان الرجل لم يضيع حياته او وقته في التسلية، او في القعدة "مع الربع"، فإي انسان عندما يشغل بالمسائل الفكرية تجده قد اعتزل الاخرين، وانغلق على نفسه.

هناك كثيرون من المفكرين العالميين، وعبر الزمان اغلقوا ابواب مكتباتهم، وانغمسوا في تقليب صفحات الكتب قراءة وتمحيصاً وتحليلاً، والحقيقة ان الدنيا لا تحلو الا بصحبة كتاب حيث رفيق الغربة والعزلة الاجبارية الممتعة. النفيسي لقاؤه مع الاعلامي المتميز عمار تقي في "صندوقه الاسود"، كان كافياً ليظهر على الناس بالوجه الحقيقي، وبلا ماكياج او تجميل طبي، لا احد سيزعم انه شد فكر النفيسي لسبب جلي، وهو انه حتى مع حلقاته المطولة مع تقي لم نر ان النفيسي "اخوان" او "سلف"، او لديه توجه اسلامي متزمت.

فالرجل لا يزال يبحر، رغم تقدمه في العمر مع الامواج، فلا هو "اخوان" صراحة،ولا هو ليبرالي او سلف، او تعاطف مع الشيعة.

هل يبقى الانسان وبخاصة مدعي العلم والثقافة يسبحون في بحر بعيداً عن الشاطئ، اليس ثمة شاطئ يضمهم؟

قرأتُ اخيراً للنفيسي مقطعاً على موقع الكتروني يقول فيه "اعلنوا القدس عاصمة لـ"الاخوان المسلمين" ساعتها ستتحرك الجيوش العربية لتحريرها.

ماذا يريد ان يقول، هل يرى الجيوش العربية تنتظر انتفاضة "الاخوان" حتى تتحرك، او يرى ان "الاخوان" فاتحة لبوابة جهنم على الجيوش العربية، او كما يقول المثل "المعنى في قلب الشاعر"؟

صحافي كويتي

[email protected]

آخر الأخبار