بلد العطور يفتقر إلى سجادة استقبال للشرع

شفافيات

رغم تحفظ النظام الفرنسي على المخلوع بشار الاسد، ورغم عدم دعم النظام الفرنسي للثورة السورية ومنذ2011؛ ورغم اعتبار فرنسا بلد القانون والدستور، وانها أم الحريات، لكن رُبع السجادة التي عليها غبار مشاعر سياسية غير غامضة.

تلك السجادة التي فرشت امام سلم طائرة الرئيس السوري الشرع؛ رغم كل هذا فإن احترام الرئيس السوري لذاته، ومكونات ذاته العميقة قد داست على كل المظاهر والنفاق البشري، والتمييز العنصري، وكل الهمز واللمز بسجادة حقيرة؛ فويل لكل همزة لمزة.

الرئيس أحمد الشرع داس على كل المظاهر التي تحقر من يقف عقله عندها محجما؛ فلا كرامة له الا بها؛ فلقد جاء الشرع بشرع جديد إلى سورية المحررة، وإلى العالم فيه عطر الاسلام، عطر الحرية، والشجاعة والقوة؛ فأين كل هذه العطور من كل عطور فرنسا والعالم أجمعين؟

فلقد خرج الرئيس الشرع معززاً مكرماً من فرنسا والعالم، بعد الاستقبال الباهت الذي ترأسه ضابط مخفر شرطة على رأس مستقبلي الشرع في مطار فرنسا، وربع السجادة الحمراء الباهته.

لقد وقف الشرع شامخا ببنيته الفارعة من دون ان يعتلي خشبة منصة الخطابة، التي توضع لقصيري القامة عادة لترفعهم عن الارض؛ لانه يملك طول المهابة العقلية؛ مهابة الرجولة والشجاعة والاقدام؛ مهابة الحرية التي انتزعها لشعبه من طاغية القرن؛ مهابة اللحية الدينية لحية القيم والمبادئ.

لم يملك الرئيس الفرنسي ماكرون في نهاية المؤتمر الصحافي الا أن يشد على يد الشرع، ويمشي خلفه معبرا عن احترامه الحقيقي لسيادته؛ احترامه وقيمه؛ التي داست ربع سجادة بلاده التي لم يعيرها الرئيس الشرع اهتماماً، والذي يملك في ارضه ما يسيل لعاب فرنسا والعالم له، والذي يجعل اغنى الدول تنافق من لا تحب، رغبة في كسب حصة ولو صغيرة من غنيمة المشاركة، في الكسب المادي من وراء اعمار سورية، وبالتعاون مع شركات البلاد الاكثر خبرة في التنمية والاعمار... ومو ببلاش.

كرامة الشرع اطول عمقا من كل سجاد الاستقبال المزيف في العالم كله... ومن يضحك اخيرا يضحك كثيرا.

كاتب كويتي