الأربعاء 14 مايو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الإفراط في الوفاء والإخلاص
play icon
كل الآراء

الإفراط في الوفاء والإخلاص

Time
الأحد 11 مايو 2025
View
50
د.خالد الجنفاوي
حوارات

يستوجب على المرء العاقل أن يخلص في كل ما يقول، وما يفعل، بهدف التقرّب الى الله عز وجلّ.

لكن يجدر به عدم الإفراط في وفائه واخلاصه على حساب نفسه، أو على حساب أهله، فلا يمكن أن يستمر أحدهم مخلصاً ووفياً تجاه شخص معيّن، أو أشخاص لا يبادلونه السلوكيّات الإيجابية نفسها. ومن بعض مظاهر الإفراط في الوفاء والإخلاص في عالم اليوم المضطرب، والتي يتوجّب على المرء العاقل الاعتدال والوسطية فيها، نذكر ما يلي:

- الوفاء والإخلاص من طرف واحد: يجدر بالمرء العاقل أن يتذكّر دائماً أن أخلاق الوفاء والإخلاص في العلاقات الإنسانية المختلفة هي تعامل مشترك، وتبادلي، فإذا كان الطرف الآخر لا يبادل الانسان الوفي والمخلص المشاعر والسلوكيّات الأخلاقية نفسها، فليس مطلوباً منه تضييع وقته، وجهوده الشخصية، في علاقات استغلالية وسميّة.

- الإفراط في الوفاء والإخلاص على حساب الأولويات الشخصية والأسرية: ما يزيد عن حدّه سينقلب أغلب الوقت الى ضدّه، لا سيما في إيغال وإفراط، وإسراف الشخص في وفائه وإخلاصه على حساب أولوياته الشخصية، والأسرية المشروعة، وما يتجاوز القدر العقلانيّ في مداراة الناس على حساب النفس ستكون أعباؤه فادحة.

- الوفاء والإخلاص لمن لا يحافظ على عهوده معك: مطلوب من المرء المسلم العاقل الإخلاص، والوفاء لربّ العزّة في أداء الطاعات، والايفاء بعهوده الدينية كاملة.

لكن ليس مطلوباً منه إطلاقاً الإيفاء بعهود شخص لا يوفي بعهوده الأخلاقية معه، فمن يخون الفرد أو يغدر به، أو يضرب عرض الحائط بالتعهّدات وبالالتزامات الأخلاقية الاعتيادية، يستلزم من المرء العاقل الحذر الشديد منه، فالتغافل المفرط عن خياناته وغدره المتكرّر تصرّف أحمق.

- الإفراط في تأنيب الضَّمير: صاحب الضّمير الحي يشعر بالذّنب، وربما يلوم أو يتّهم نفسه إذا أخطأ بحقّ الآخرين، أو في حقّ نفسه (الذنوب)، لكن يحدث أحياناً أن يُفرِط أحدهم في تأنيب نفسه، ويبدأ يجلد ذاته بسبب أخطاء بشرية متوقّعة لا تتطلّب سوى التوبة النصوح، ويقول المولى عزّ وجلّ في كتابه الكريم: "وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى" (طه 82).

كاتب كويتي

DrAljenfawi@

آخر الأخبار