"الدعم السريع" ترتكب مجزرة وتقصف سجناً بالمسيّرات

مقتل 20 نزيلاً وإصابة العشرات... والإمارات تعفي السودانيين من غرامات الإقامة

بورتسودان، عواصم - وكالات: أعلنت الحكومة السودانية مقتل نحو 20 سجينا وإصابة 50 آخرين في مجزرة ارتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقصف بالمسيرات استهدف سجنا مركزيا في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان غرب السودان، ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا" عن وزير الثقافة والإعلام الناطق باسم الحكومة خالد الإعيسر قوله إن ميليشيا أسرة دقلو الإجرامية، المدعومة من حكومة أبوظبي، استهدفت سجن الأبيض ومستشفى المدينة باستخدام الطائرات المسيّرة، ما أسفر عن استشهاد 20 نزيلاً وإصابة 50 آخرين، جميعهم من المدنيين، في جريمة حرب مكتملة الأركان، تضاف إلى سجل الميليشيا وداعميها الحافل بالانتهاكات ضد المدنيين السودانيين.

من جانبه، أعلن الجيش السوداني مقتل ثلاثة مواطنين وإصابة 10 نساء وستة أطفال في قصف مدفعي لقوات الدعم السريع بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب البلاد، قائلا إن الميليشيا الإرهابية لازالت مستمرة في استهداف المدنيين العزّل بالقصف الممنهج بالمدفعية الثقيلة، مما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة 10 نساء، إحداهن حامل في شهرها السادس، وستة أطفال بأعمار متفاوتة إصابات بالغة، مضيفا أن قواته والقوات المساندة نفذت عمليات التمشيط اليومية منعا لمحاولات التسلل وحماية لممتلكات المواطنين ومنازلهم من النهب والسرقة التي اشتهرت بها مليشيا أسرة دقلو.

بدورها، أفادت وسائل إعلام سودانية بأن طائرة مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع استهدفت مستودعا للنفط في مدينة عطبرة شمال السودان، بينما حلقت مسيرات أخرى في سماء العاصمة المؤقتة بورتسودان، وردا على ذلك، أطلق الجيش السوداني نيران مضاداته الأرضية بكثافة محاولا اعتراض المسيرات التي حلقت فوق مناطق حيوية وسط بورتسودان بما في ذلك محيط الموانئ الرئيسية على البحر الأحمر وفي شمال المدينة حيث تقع قاعدة فلامنغو البحرية العسكرية، وذكرت تقارير محلية في عطبرة أن مسيرات هاجمت مستودعات نفطية لشركة خاصة وسط المدينة التي تعتبر كبرى مدن ولاية نهر النيل، وذلك للمرة الثالثة ما أدى إلى اشتعال النيران في المستودعات.

في غضون ذلك، قررت الإمارات إعفاء رعايا السودان من الغرامات المترتبة عليهم فيما يتعلق بتصاريح الإقامة وأذونات الدخول، وقالت الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ بالإمارات إن الخطوة تعكس حرص الإمارات على التخفيف من تداعيات الظروف الاستثنائية التي يمر بها السودان، وتجسيداً للسياسة الثابتة للإمارات في دعم الأشقاء وتقديم المساندة الإنسانية للشعوب المتضررة، خاصة في أوقات الأزمات، وامتداداً للمبادرات التي تؤكد مكانة الإمارات كحاضنة للتسامح والتضامن الإنساني، موضحة أن القرار سيدخل حيز التنفيذ اعتبارا من يوم 19 مايو الجاري ويستمر حتى نهاية العام الجاري، حيث يمكن لرعايا السودان الذين ترتبت عليهم غرامات مالية تصحيح أوضاعهم والتقدم بطلبات التجديد من خلال القنوات الرقمية الرسمية للهيئة، موضحةً أن الإجراءات ستتم وفق إجراءات ميسرة ومرنة مع إعفائهم من الغرامات المترتبة عليهم.

من جانبها، نبهت الأمم المتحدة إلى أن الاحتياجات في إقليم دارفور "هائلة"، داعية إلى توفير وصول آمن ومستدام للمساعدات بما في ذلك عبر معبر أدري الحدودي الذي يعد شريان حياة لتدفق الإمدادات الإنسانية والعاملين، وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن برنامج الأغذية العالمي يقدم الإمدادات الغذائية في بلدة طويلة بالإقليم، لعدد أكبر مما كان مخططا له بالأصل في ظل الاحتياجات الهائلة ومع نزوح مئات الآلاف، مضيفا أن البرنامج قدم الدعم لنحو 300 ألف محتاج في طويلة ممن فروا من مخيم زمزم ومدينة الفاشر وما حولها، مناشدا جميع الأطراف تسهيل وصول آمن ومن دون عوائق ومستدام إلى المنطقة عبر جميع الطرق الضرورية، مشددا على الحاجة الملحة لزيادة التمويل المرن لاستدامة وتوسيع نطاق الدعم المنقذ للحياة للمحتاجين في شمال دارفور ومناطق أخرى بالسودان.