ممثل راعي الحفل الوزير عبدالرحمن المطيري وكبار المسؤولين والشخصيات يتقدمون الحضور وقوفاً للسلام الوطني (تصوير - رزق توفيق)
افتتح النسخة الـ20 للملتقى الإعلامي العربي بالإنابة عن سمو رئيس مجلس الوزراء
- نعيش زمناً استثنائياً يشهد تغيرات عميقة وتحولات متسارعة في المشهد الإعلامي
- ثورة الاتصالات والمعلومات باتت أداة فاعلة في تشكيل الرأي العام وصياغة الوعي
- الإعلام الرقمي بأشكاله ومنصاته أصبح لاعباً محورياً في التأثير على مجريات الأحداث
- آل حامد: العلاقة بين الإمارات والكويت تمثل نموذجاً أخوياً فريداً وتزداد عمقاً ورسوخاً
- الخميس: نسعى منذ تأسيس الملتقى إلى خلق كيان إعلامي قادر على تحمل الأعباء
محمد العنزي
انطلقت مساء أول من أمس فعاليات النسخة العشرين للملتقى الإعلامي العربي، برعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله تحت شعار "تحديات الإعلام في ظل تطور التكنولوجيا والتحول الرقمي"، حيث حلت فيه الإمارات ضيف الشرف.
وافتتح وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري فعاليات الملتقى بحضور حشد من الديبلوماسيين والإعلاميين من الكويت والدول العربية والخليجية.
وأكد الوزير المطيري ـ في كلمة ألقاها نيابة عن راعي الحفل سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله ـ أن العالم يعيش زمنا استثنائيا يشهد تغيرات عميقة وتحولات متسارعة في المشهد الإعلامي.
وقال: إن ثورة الاتصالات والمعلومات باتت المحرك الأساسي لتوجهات المجتمعات وأداة فاعلة في تشكيل الرأي العام وصياغة الوعي وتغيير أنماط التفاعل بين الأفراد والمؤسسات، وفي ظل هذا الواقع الجديد بات الإعلام الرقمي بجميع أشكاله ومنصاته لاعباً محورياً في التأثير على مجريات الأحداث، ما يستدعي منا مواجهة التحديات برؤية ستراتيجية وكفاءة مهنية واستيعاب كامل للتحولات والاستعداد لمستقبل أكثر تعقيدا وتطورا بقدرات متجددة وأسس راسخة من القيم والمسؤولية.
وأضاف: إن الكويت كانت ـ ولا تزال ـ منارة للإعلام العربي وبيئة حاضنة للفكر والإبداع وميدانا للحوار والانفتاح وقد أولت القيادة السياسية الرشيدة الإعلام مكانة خاصة باعتباره ركيزة للتنمية ووسيلة للتنوير فدعمت المؤسسات الإعلامية الوطنية وحرصت على ضمان حرية التعبير المسؤولة وواكبت التحولات الرقمية لتقديم إعلام وطني متجدد ومؤثر في ظل الدعم المستمر من قبل سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد وسمو رئيس مجلس الوزرا الشيخ أحمد العبدالله.
مبادرات إعلامية
رئيس التحرير العميد أحمد الجارالله في مقدم الحضور
وتابع المطيري: في هذا الإطار حرصت الكويت على إطلاق عدد من المبادرات الإعلامية والثقافية الرائدة وتنظيم المؤتمرات والملتقيات وتعزيز البنية التحتية التقنية للإعلام ومن أبرز هذه المبادرات أخيراً إطلاق منصة (51) الإلكترونية التي وثقت تراث الكويت الفني والإعلامي وجعلته متاحا للأجيال الحاضرة واللاحقة في مزيج يجمع بين الأصالة والحداثة.
ولفت الى أن اختيار الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025 يمثل تتويجا لدورها المتواصل واعترافا عربيا مستحقا بإسهاماتها في دعم الحريات الإعلامية وتعزيز الهوية الثقافية وترسيخ القيم المهنية وهو اختيار يتزامن مع هذه الدورة من الملتقى ما يمنحه طابعا خاصا وزخما إضافيا لمواصلة رسالتنا الإعلامية برؤية متقدمة ومسؤولية جماعية.
وأعرب المطيري عن بالغ الاعتزاز باختيار دولة الإمارات العربية المتحدة ضيف شرف الملتقى لهذا العام وهو اختيار مستحق لدولة لها بصماتها الواضحة في مجال الإعلام العربي ونهجها الرائد في دعم المبادرات الإعلامية وتبني التقنيات الحديثة وصناعة المحتوى المتميز بما يعكس ريادتها في هذا القطاع الحيوي ويعزز من حضورها الفاعل في المحافل الإقليمية والدولية.
واشار إلى أن الملتقى الإعلامي العربي أصبح منصة مهمة لطرح القضايا الإعلامية وتبادل التجارب وتأتي هذه الدورة لتناقش تحديات الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية وسبل صياغة أطر مهنية وتشريعية تواكب المتغيرات بكل احترافية.
الإمارات والكويت
من جهته، أكد رئيس المكتب الوطني للإعلام رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام الشيخ عبدالله آل حامد، ممثل الدولة ضيف شرف الملتقى أن العلاقة بين الإمارات والكويت تمثل نموذجا أخويا فريدا تزداد عمقا ورسوخا مع مرور الزمن بفضل الرؤية الحكيمة والتوجيهات السديدة لرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد وأخيه سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد.
ولفت آل حامد إلى أن هذه العلاقة تزدهر يوما بعد يوم وتمضي بثبات نحو آفاق أوسع من التعاون والتكامل في مختلف المجالات وعلى رأسها قطاع الإعلام بما يعكس عمق الروابط التاريخية ويجسد تطلعات الشعبين لمستقبل أكثر إشراقا وازدهارا بقيادة تدفع بعزم نحو التقدم والريادة.
وشدد على أن الإمارات تؤمن إيماناً راسخاً بأن الإعلام شريك رئيسي في مسيرة التنمية والتطوير وأنه المرآة التي تعكس إنجازات الحاضر وتستشرف آفاق المستقبل.
وأشار إلى أن الإمارات تسعى لتطوير منظومة إعلامية متطورة تواكب أحدث المستجدات العالمية وتقديم محتوى إعلامي متميز يعبر عن هويتها الإسلامية والعربية الراسخة ويعكس قيمها الإنسانية النبيلة وبما يضمن أن يكون الإعلام جسرا يربط الماضي بالحاضر والمستقبل.
وأضاف "لا يخفى عليكم حجم التحديات التي باتت تواجه وسائل الإعلام فمع التطور السريع لوسائل التواصل الاجتماعي وإن كان يحمل في طياته فرصاً عظيمة للتواصل الإنساني ونشر المعرفة إلا أننا لا يمكن أن نتجاهل التحديات الناجمة عن تحويل البعض لهذه المنصات إلى أدوات تستخدم في بث الفرقة والكراهية ونشر الشائعات والأخبار المضللة واستهداف استقرار المجتمعات وتماسكها".
منظومة تشريعية
ودعا آل حامد إلى استحداث منظومة تشريعية عربية مشتركة تمنع الاستخدامات السيئة لهذه المنصات وترسخ قيم المسؤولية المجتمعية وتحمي حرية التعبير وتحصنها من الابتذال والعبث.
ولفت إلى أن المنطقة العربية تمر بمرحلة مفصلية تتسم بتغيرات متسارعة وتحديات متشابكة تمس مختلف القطاعات، مشيرا إلى أن من أبرز هذه التحديات الانفتاح الهائل وغير المسبوق في الفضاء الرقمي والذي فرض واقعا جديدا يتطلب من المؤسسات الإعلامية مراجعة أدواتها وأساليب خطابها.
وبين أن القدرة على الإقناع لم تعد تقاس بوفرة المحتوى بل بعمقه وصدقه وملامسته لنبض الجمهور لا سيما في ظل ما تشهده المنصات الإلكترونية من جذب لشرائح واسعة من المتابعين بسبب سهولة الوصول وسلاسة العرض.
وشدد على أن هذه المرحلة تتطلب خطابا إعلاميا متجددا يجمع بين الاحترافية والمرونة ويوازن بين الانفتاح على تقنيات العصر والحفاظ على القيم الأصيلة بما يمكن الإعلام من استعادة مكانته مصدرا موثوقا وصانعا للوعي ومؤثرا في الرأي العام لا مجرد ناقل للحدث.
وشدد آل حامد على أن إعادة بناء إعلام مسؤول يمتلك القدرة على التواصل والمنافسة لم تعد خيارا بل ضرورة ملحة تفرضها تحديات العصر ومتغيراته.
كيان إعلامي قادر
في الاطار نفسه، قال أمين عام الملتقى ماضي الخميس: ان الملتقى منذ تأسيسه في عام 2003 ونحن نسعى من خلاله إِلى خلق كيان إعلامي مستقل قادر على تحمل أعباء الإعلام العربي حاضره ومستقبله.
وأضاف "استطعنا من خلال كون الملتقى عضوا مراقبا في اللجنة الدائمة للإعلام ومجلس وزراء الإعلام العرب في جامعة الدول العربية وبشراكة ستراتيجية متينة مع قطاع الإعلام والاتصال في الأمانة العامة بجامعة الدول ان نحقق الكثير من الإنجازات ونعقد العديد من الأنشطة والفعاليات".
وعبر عن سعادته بأن تكون الإمارات العربية المتحدة وإعلامها المميز ضيف الشرف على فعاليات الملتقى في هذه الدورة وعن سعادته بالتعاون مع منتدى الفكر والثقافة العربية ومقره دولة الإمارات.
الإعلام... سلاح العصر
أكد آل حامد أن الإعلام اليوم هو سلاح العصر وأداته الفاعلة للتغيير والتأثير داعيا إلى أن نجعل منه أداة بناء وتنمية وجسرا للتواصل والحوار.
قمة "بريدج"
قال آل حامد: إن دولة الإمارات تطلق قمة "بريدج" العالمية التي نسعى من خلالها إلى ترسيخ أطر التعاون والشراكات الدولية التي تساهم في بناء مستقبل إعلامي متطور يقوم على المعرفة والابتكار والقيم الإنسانية المشتركة وذلك وفي إطار مساعي الدولة لبناء منظومة إعلامية تعزز الابتكار وتدعم الإعلام المسؤول في العصر الرقمي. وأضاف: انسجاما مع هذه الرؤية سنعمل على أن تكون قمة بريدج منصة مستدامة تربط بين الشرق والغرب وتعزز التكامل الإعلامي وتواكب التحولات الرقمية لصياغة مستقبل إعلامي أكثر تأثيرا ومسؤولية.
وزير الإعلام عبدالرحمن المطيري والشيخ عبدالله آل حامد وماضي الخميس خلال تكريم المشاركين