علما إيران والولايات المتحدة. (وكالات)
طهران، واشنطن، عواصم - وكالات: جددت إيران التأكيد أمس، أن الولايات المتحدة الأميركية ستكون قادرة على الاستثمار بحرّية في الاقتصاد الإيراني، إذا تم إبرام اتفاق نووي جديد بين طهران وواشنطن ورفع العقوبات، وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني إن بلادها لم تكن لديها أي مشكلة فيما يتعلق بالاستثمارات الأميركية، مشيرة إلى أن الجانب الأميركي هو من حرم نفسه من الفرص الاقتصادية الكبيرة التي توفرها إيران، مضيفة أن الحكومة الإيرانية مستعدة لاستقبال الاستثمارات الأميركية في مختلف المجالات في حال تم التوصل إلى اتفاق نووي جديد، مشددة على أن إيران لا تتدخل في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة، إلا أن بعض التناقضات في الموقف الأميركي تثير شكوكًا حول ما إذا كانت واشنطن تسعى بالفعل إلى اتفاق منصف وعادل ومستدام.
على صعيد آخر، أكدت مهاجراني أن انفجار ميناء رجائي الشهر الماضي جنوب إيران والحوادث الأخرى التي شهدتها البلاد في الآونة الأخيرة لا علاقة لها بإسرائيل وجاءت نتيجة "التسيّب البشري"، قائلة إن التحقيقات لم تثبت وجود أي عمل تخريبي، مشيرة إلى أن السلطات اعتقلت شخصين على خلفية التقصير الذي أدى إلى وقوع الكارثة، مضيفة أن استجواب وزيرة الطرق والتنمية العمرانية فرزانه صادق في البرلمان قد يكون مرتبطا بشكل ما بالحادث، لكنه يأتي ضمن الحقوق الدستورية لمجلس الشورى في مساءلة المسؤولين عن أدائهم.
وفيما أضافت مهاجراني أن طهران تأمل أن يتوصل الجانب الأميركي إلى استنتاج واضح، مؤكدة استعداد إيران للمفاوضات من أجل الوصول إلى اتفاق نووي مستقر وعادل يخدم مصالح جميع الأطراف، جدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تاكيد إمكانية أن تلعب الشركات الأميركية دورا في برنامج الطاقة النووية الإيراني، ووعد بعشرات المليارات من الدولارات في عقود محتملة، واصفا الجولة الرابعة من المحادثات بين طهران وواشنطن في مسقط بأنها كانت "أكثر صراحة وأكثر جدية"، قائلا "ابتعدنا خلالها من المواضيع العامة ودخلنا في مرحلة مناقشة المواضيع الأكثر تفصيلا".
على صعيد آخر، أكد عراقجي أن طهران حذرت جميع الموقعين على الاتفاق النووي من أن أي إساءة لاستخدام آلية إعادة فرض العقوبات سيكون لها عواقب، قائلا "أوضحت إيران موقفها، حذرنا رسميا جميع الموقعين على خطة العمل الشاملة المشتركة من أن إساءة استخدام آلية إعادة فرض العقوبات سيؤدي إلى عواقب، ليس فقط نهاية دور أوروبا في الاتفاق، ولكن أيضا تصعيد التوترات التي قد تصبح لا رجعة فيها"، مضيفا أنه يتعين على الاترويكا الأوروبية، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، أن تسأل نفسها كيف وصلت إلى الطريق المسدود.
من جانبه، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان جدية بلاده بشأن التوصل إلى اتفاق في المحادثات مع الولايات المتحدة بوساطة سلطنة عمان، لكنهم لن يقبلوا بإنهاء البرنامج النووي السلمي كاملا، مجددا التشديد على أن بلاده لا تسعى ولن تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية، قائلا "وفقا لفتوى المرشد (الإيراني علي خامنئي)، فإن أي عمل يهدف إلى إنتاج الأسلحة النووية ممنوع"، مضيفا "لا شك أن الجدال بشأن ضرورة تخلي إيران عن جميع منشآتها النووية غير مقبول لنا أيضا. سنواصل أنشطتنا النووية السلمية بعزم"، متابعا "نحن جادون بشأن المفاوضات والسعي إلى التوصل إلى اتفاق. نتفاوض لأننا نريد السلام. نحن دولة تسعى إلى السلام والأمن في المنطقة".
بدوره، أعرب وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي عن التطلع لأن تفضي المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران إلى تقريب وجهات النظر، بما يسهم في خفض التصعيد والحد من التوترات في المنطقة ودعم الأمن والاستقرار بالإقليم، مثمنا في اتصالين هاتفيين مع عراقجي ووزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، التزام الجانبين الأميركي والإيراني بمواصلة المسار الديبلوماسي وجهود الوساطة العمانية، مُجدداً دعم مصر الكامل للمبادرات الرامية إلى التوصل لحلول سلمية عبر الحوار والقنوات الديبلوماسية.