تم نسخ الرابط بنجاح

فلسطينيون يشيعون ضحايا مجزرة مدرسة فاطمة التي تؤوي آلاف النازحين بمدينة جباليا شمال قطاع غزة (أب)

الدولية

الاحتلال يحتفل بإطلاق آخر رهينة أميركي لدى "حماس" بمجزرة بشعة في غزة

ترامب: الإفراج عن عيدان "حسن نية"... ومصر وقطر لتدفق المساعدات

غزة، عواصم - وكالات: على طريقته الخاصة، رحب الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق حركة "حماس" آخر رهينة أميركي على قيد الحياة الجندي المحتجز لديها في غزة عيدان الكسندر، بارتكاب مجزرة بشعة في مدرسة فاطمة التي تؤوي آلاف النازحين بمدينة جباليا البلد شمال قطاع غزة، راح ضحيتها عشرات الشهداء والمصابين، فيما أكد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو اعتزام جيشه تكثيف هجماته على قطاع غزة، حتى بعد الإفراج عن عيدان، زاعما أن المفاوضات ستستمر تحت النيران خلال الاستعداد لتكثيف القتال، كما زعم وزير زراعة الإحتلال والرئيس السابق لجهاز الشاباك آفي ديختر، المقرب من نتنياهو، أن تل أبيب ستقاوم الضغوط الأميركية لإنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافها، قائلا "لسنا النجمة الـ 51 على علم الولايات المتحدة، وأهداف الحرب لم تتغير".

واعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إفراج "حماس" عن عيدان "بادرة حسن نية" تجاه الولايات المتحدة والوسطاء الذين يسعون لإنهاء الحرب في غزة، قائلا على منصة "تروث سوشيال": "يسعدني أن أعلن عودة عيدان ألكسندر المواطن الأميركي المحتجز رهينة منذ أكتوبر 2023 إلى عائلته"، معتبرا إطلاقه خطوة حسنة النية تجاه الولايات المتحدة وجهود الوسطاء قطر ومصر لإنهاء الحرب الوحشية وإعادة جميع الأسرى الأحياء ورفاتهم إلى أحبائهم، معربا عن أمله أن يكون ذلك أولى الخطوات النهائية لإنهاء الصراع الوحشي، قائلا "أتطلع بشوق إلى يوم الاحتفال هذا".

ووصل المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى إسرائيل للقاء نتنياهو، وأفادت صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية بأن ويتكوف سيلتقي أيضا وزير الشؤون الستراتيجية رون ديرمر ومسؤولين إسرائيليين، وكان من المقرر أن يتوجه ويتكوف إلى السعودية مباشرة، رفقة الرئيس ترامب، لكنه قرر الذهاب إلى إسرائيل بعد إطلاق سراح ألكسندر، فيما يعتزم نتنياهو أن يطلب لقاء ويتكوف لمدة تتراوح بين ساعتين وثلاث ساعات، نظرا للتطورات الأخيرة، وعلى رأسها الإفراج عن ألكسندر، بينما وصف مسؤولون أميركيون، منهم الرئيس ترامب، الإفراج عن ألكسندر باعتباره خطوة أولى نحو إنهاء الحرب في غزة والإفراج عن جميع الرهائن، فيما نقلت شبكة "سي إن إن" عن مصدر مطلع على المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة و"حماس" أن الإفراج سيقود فورا إلى محادثات من أجل ترتيب أوسع يهدف إلى إنهاء الحرب، قائلا "سندخل فورا في مفاوضات للتوصل إلى اتفاق سلام."

من جانبهما، رحبت مصر وقطر وبحثتا ضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل عاجل ودون عوائق، واعتبر بيان مصري - قطري مشترك واتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، خطوة "حماس" بادرة حسن نية لعودة الأطراف إلى مائدة المحادثات وإيقاف إطلاق النار، وخطوة مشجعة على إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين وضمان تدفق آمن للمساعدات ومن دون عوائق ومعالجة الأوضاع المأساوية في القطاع، وشدد البلدان على الحاجة الماسة لإنهاء الحرب والمضي قدما بإرادة صادقة ونية حسنة نحو تحقيق السلام الشامل، وجددا تأكيد استمرار جهودهما اتساقا مع مساعي الوساطة بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

وبعد ساعات من تأكيد الناطق باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" عبر قناته على "تيليجرام" الإفراج عن عيدان، أطلقت "حماس" عيدان عصرا، بينما زعم مصدر إسرائيلي أن جيش الاحتلال عمل على تأمين مرور عيدان الآمن من غزة إلى تل أبيب بدءا من ساعات بعد الظهر، قائلا إن التحضيرات لاستقباله اكتملت، حيث تم ترتيب قناة الاتصال بالصليب الأحمر الذي سيتسلمه وفقا للبروتوكول المعتاد، حيث دخلت سيارات الصليب الأحمر إلى نقطة الاستلام وقامت بنقله إلى منطقة الحدود وتسليمه إلى قوات جيش الإحتلال، ومن هناك تم نقله إلى قاعدة رعيم العسكرية للقاء عائلته، ثم نقله بالطائرة إلى المستشفى لإجراء الفحوصات.

وليل أول من أمس، أعلنت "حماس" إطلاق آخر رهينة أميركي على قيد الحياة في غزة عيدان ألكسندر، قائلة في بيان إنها، في إطار الجهود التي يبذلها الوسطاء، أجرت اتصالات مع الإدارة الأميركية خلال الأيام الماضية، وأبدت إيجابية عالية، وسوف يتم إطلاق عيدان ألكسندر، ضمن الخطوات المبذولة لوقف إطلاق النار وفتح المعابر وإدخال المساعدات والإغاثة، مؤكدة استعدادها للبدء الفوري في محادثات مكثفة وبذل جهود جادة للوصول إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب وتبادل الأسرى بشكل متفق عليه، وإدارة قطاع غزة من قبل لجنة مهنية مستقلة بما يضمن استمرار الهدوء والاستقرار لسنوات طويلة إلى جانب الإعمار وإنهاء الحصار، مثمنة الجهود الحثيثة التي يبذلها الوسطاء في قطر ومصر وتركيا طوال المرحلة الماضية.

من جانبه، قال مصدر رفيع في الحركة إنها وافقت على إطلاق ألكسندر في إطار مبادرة تهدف إلى تحريك الجهود السياسية عبر الولايات المتحدة، في ظل المساعي الجارية بشكل غير مباشر لإنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ أشهر، وقال مسؤولان في الحركة إنهما يتوقعان إطلاق سراحه خلال الـ 48 ساعة القادمة، بينما أكد المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف موافقة "حماس" على إطلاق ألكسندر كبادرة حسن نية تجاه ترامب.

في غضون ذلك، استشهد نحو 15 فلسطينيا بينهم أطفال في مجزرة إسرائيلية بشعة استهدفت مدرسة فاطمة التي تؤوي آلاف النازحين بمدينة جباليا البلد شمال قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد نحو 15 نازحا وإصابة العشرات، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكدت مصادر أن بين الشهداء خمسة أطفال تناثرت أشلاؤهم في المكان، كما نسف جيش الاحتلال عددًا من المنازل في المناطق الشرقية من حي التفاح".