طرابلس، عواصم - وكالات: أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة أمس، تمكن وزارتي الداخلية والدفاع من بسط الأمن في العاصمة طرابلس، عقب اشتباكات اندلعت في أعقاب مقتل قائد إحدى الجماعات المسلحة في ظروف غامضة ليل أول من أمس، حيث شهدت المدينة اشتباكات تركزت في منطقتي صلاح الدين وأبوسليم، بالتزامن مع أنباء عن مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي عبد الغني الككلي، حسب إعلام ليبي.
وبينما لف الغموض الاشتباكات في ظل غياب إعلان رسمي، كشفت قناة "ليبيا الأحرار" المحلية الخاصة أن الاشتباكات وقعت بين قوات تابعة لجهاز دعم الاستقرار وأخرى من "اللواء 444 قتال" التابع لوزارة الدفاع، فيما قال الدبيبة على منصة "إكس": "أُحيي وزارتي الداخلية والدفاع، وجميع منتسبي الجيش والشرطة، على ما حققوه من إنجاز كبير في بسط الأمن وفرض سلطة الدولة في العاصمة"، معتبرا ما تحقق يؤكد أن المؤسسات النظامية قادرة على حماية الوطن وحفظ كرامة المواطنين، ويُشكل خطوة حاسمة نحو إنهاء المجموعات غير النظامية، وترسيخ مبدأ ألّا مكان في ليبيا إلا لمؤسسات الدولة، ولا سلطة إلا للقانون.
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية في بيان نقلته وكالة الأنباء الليبية، أنها سيطرت على منطقة أبوسليم بالكامل، قائلة إن العملية العسكرية التي أطلقتها للسيطرة على الاشتباكات، انتهت بنجاح وأعطت تعليماتها بإكمال خطتها في المنطقة بما يضمن استدامة الأمن والاستقرار.
وليل أول من امس، دعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا جميع الأطراف إلى وقف الاقتتال في طرابلس فورا، معربة عن قلقها من اشتداد القتال بالأسلحة الثقيلة في أحياء مكتظة بالسكان، فيما دعت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية الليبيين في مناطق طرابلس ضرورة الالتزام بالبقاء في منازلهم، وعدم الخروج، حفاظا على سلامتهم"، وعلى النحو ذاته، أهابت وزارة الصحة بجميع المستشفيات والمراكز الطبية والأجهزة المعنية في العاصمة طرابلس وما جاورها، برفع درجة الاستعداد وضمان الجاهزية القصوى للتعامل مع أي حالات طارئة، وأعلنت وزارة التعليم الليبية تعليق الدراسة والامتحانات.
وأكدت وزارة الداخلية أنها تتابع عن كثب الأوضاع في مناطق جنوب وغرب طرابلس، موضحة أن الأجهزة الأمنية تبذل جهودها لضبط الأمن واحتواء الموقف، وسط استمرار سماع أصوات الاشتباكات في بعض أحياء العاصمة وانتشار مقاطع مصورة تظهر سيطرة القوات الحكومية على معظم مقرات جهاز دعم الاستقرار ومواقع تابعة لجهاز الأمن الداخلي.
وبينما أعلن مركز طب الطوارئ والدعم انتشال ست جثث من مواقع شهدت اشتباكات عنيفة في العاصمة الليبية، وتحديدًا بمحيط منطقة أبوسليم، شهدت طرابلس ليلة دامية وسط اشتباكات عنيفة وأوضاع أمنية غير مستقرة، تفجرت بعد إعلان وسائل إعلام محلية مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار عبدالغني الككلي المعروف بلقب "اغنيوة" في تبادل لإطلاق النار مع مسلحين في غرب طرابلس وتحديدا داخل مقر (اللواء 444 قتال) التابع لمنطقة طرابلس العسكرية، مما أدى لرفع درجة التوتر الأمني في العاصمة طرابلس، وتم إخلاء مطار معيتيقة ونقل الطائرات إلى مطار مصراتة كإجراء احترازي، كما أعلنت جامعة طرابلس تعليق الدراسة والامتحانات والأعمال الإدارية حتى إشعار آخر بسبب الوضع الأمني المتصاعد، وأكد شهود عيان انتشار مجموعات مسلحة في مختلف شوارع طرابلس.
وتوقفت الاشتباكات المسلحة في الساعات الأولى من صباح أمس، بعد ليلة صعبة عاشتها العاصمة الليبية، وأظهرت مقاطع فيديو سقوط بعض القتلى وتضرر سيارات مسلحة تتبع جهاز الاستقرار،و يعتبر آمر الجهاز "غنيوة" أحد أشهر قادة المليشيات الليبية التي تأسست عقب أحداث فبراير 2011، حيث بسط سيطرته منذ ذلك الحين على منطقة أبوسليم ومعسكرات ومرافق مدنية، منها حديقة الحيوان المركزية التي أغلقت بسبب تمركز قواته فيها منذ ذلك الوقت، كما امتدت سيطرة جهاز دعم الاستقرار بنسب مختلفة على مؤسسات أخرى، منها جهاز الأمن الداخلي، وديوان المحاسبة، وهيئة الرقابة الإدارية، وحاولت قواته مؤخرا السيطرة على الشركة القابضة للإتصالات بعد مداهمة موقعها والقبض على رئيسها.