قصص إسلامية
الدولة السلجوقية تأسست على يد سلالة تركية تنحدر من قبيلة "قنق" التي تنتمي بدورها إلى مجموعة أتراك الأوغوز.
قامت الدولة منذ عام 1037ميلادية (429 هجرية) عندما دخل مؤسسها طغرل بك مدينة مرو في وسط آسيا، وحتى عام (552 هجرية)
حكمت الدولة السلجوقية في أوج ازدهارها كل إيران وأفغانستان، ووسط آسيا، وصولا إلى كاشغر في الشرق، فضلاً عن العراق والشام، والأناضول غربا، وصولا إلى مشارف القسطنطينية.
ظهرت الدولة السلجوقية عندما قاد طغرل بك حفيد سلجوق حربا مع الدولة الغزنوية في إقليم خراسان الكبرى، تمكن على إثرها من انتزاع مدينتي مرو ونيسابور في عام 1037ميلادية، وانتصر في العام ذاته بمعركته الكبرى مع الغزنويين في معركة "داندقان" التي كسرت شوكة دولة الغزنويين، وأدت إلى الظهور الحقيقي للدولة السلجوقية.
استأنف طغرل تقدمه نحو الغرب، بعد أن أمن خراسان، فخاض حرباً مع الدولة البويهية في إيران والعراق، واستغل فرصة استنجاد الخليفة العباسي القائم بأمر الله به ليسير نحو بغداد، وينتزعها من قبضة الدولة البويهية (التي كانت واحدة من القوى الكبرى في فارس لقرنٍ ونصف القرن) في سنة 1055ميلادية (447 هجرية).
بعد موت طغرل ورث ابن أخيه ألب أرسلان مقاليد الحكم، فتابع توسّع الدولة بخوض حرب جديدة مع الإمبراطورية البيزنطية، التي انتزع منها جورجيا وأرمينيا، ومعظم الأناضول، في أعقاب انتصاره الساحق عليها بمعركة ملاذكرد سنة 1071ميلادية (463 هجرية)، وتمكّن من مد مساحة الدولة إلى سواحل بحر إيجة.
وبعد وفاة ألب أرسلان بعد معاركه مع البيزنطيين، بسنوات قليلة، تولّى الحكم ابنه ملك شاه الذي وسّع الدولة، بفتح أجزاء من بلاد الشام، بما فيها مدينة القدس.
وبعد وفاة السلطان ملك شاة انتهى عصر النفوذ العسكري السلجوقي، وبدأت الدولة بالانحدار والضعف تدريجيا، فقد ظهرت في أواخر عهده جماعة "الحشاشين" الذين قتلوا كثيراً من قادة وعلماء ومفكري المسلمين، وتسببوا باضطرابات كبيرة في شمال إيران.
كما بدأت في السنوات اللاحقة الحروب الصليبية التي خسرها السلاطنة السلجوقيُّون بعد معارك عدة، تكبدوا فيها هزائم شديدة، وخسروا أجزاء واسعة من دولتهم، بما فيها الكثير من مدن الأناضول وبلاد الشام.
وقد انتهت دولة السلاجقة العظام في سنة 1153 ميلادية،
عندما ثار الأتراك الأوغوز على السلطان السلجوقي أحمد سنجر، وزجوا به في السجن.
بعدها تفككت الدولة وانهارت، إلا أن فروعاً مختلفة من سلالة السلاجقة تمكَّنت من البقاء بعدها، وحكمت أجزاء كبيرة من البلاد الإسلامية، ومن أبرزهم سلاجقة الروم في الأناضول، وسلاجقة كرمان في فارس، وسلاجقة العراق، وسلاجقة دمشق وحلب في الشام.
كانت الدولة السلجوقية التركية دولة قوية من اقوى الدول الاسلامية على مر العصور، وعندما ضعفت عادت مرّة أخرى قوية بقيادة العثمانيين، الذين حكموا نصف العالم لستة قرون، فهل تعود مرّة أخرى من جديد في عهد جديد آخر؟
إمام وخطيب
[email protected]