شفافيات
تغيرت موازين الحروب اليوم، بعد دخول الحرب الالكترونية؛فلم تعد السواعد القوية، التي تحمل السيوف وترمي النبال والرماح، هي أحد اهم اسباب القوة العسكرية.
وننبه اخواننا السياسيين العراقيين ايضا الى هذا، إذ لم تعد الاعداد العظيمة للجيوش هي السواد الذي يرعب الخصوم ويفتح البلدان.
فمن يملك شفرة اسلحة الاعداء يستطيع اسقاط طائراته الحربية عشرات عشرات كالحشرات، وهذه العبارة قيلت من اذاعة مصر في الحرب بين مصر والكيان الصهيوني عام 1967، وسمعتها باذني "وصدَّقت"، وكنت في السابعة عشرة من عمري، وفي المرحلة الثانوية. لا علينا.
ولا اقول إن الحرب اليوم هي فقط لمن يملك شفرات التحكم في آليات قوات العدو، وطائراته العملاقة؛ لكن هناك سلاح اقوى، حتى من هذا كله، وهو السلاح السياسي، فهو كل شيء في الحروب، ولا يملكه غير السياسيين العقلاء.
رئيس الولايات المتحدة الاميركية السيد ترامب في ايام قلائل وضع يده على محركات اللعبة العسكرية سياسيا؛ واقول مبكرا وفي الوقت المناسب؛واستطاع ان يوقف ثلاثة حروب في وقت واحد، وهو متكئ على الارائك.
فبعد انكشاف الاختلال المدهش في التفوق العسكري الباكستاني على الهند، والذي ادركته نيودلهي تماما، تدخل الرئيس الاميركي قبل ان تسقط الهند باكملها بيد باكستان، بما يشبه المعجزة، لانه اكتشف ان باكستان تلعبها الكترونياً ضد الهند، وانها تلعبها وبيدها شفرات عدوها الهندي.
وهنا لا بد من التدخل السريع، ما جعل الهند تذهل العالم بسرعة تحولها نحو الموافقة على انهاء النزاع.
وفي الوقت ذاته يقرر ترامب الرئيس الاميركي ايقاف الحرب التي اسماها الحرب الغبية بين روسيا واوكرانيا، وانتزاع فتيلها من يد الرئيس الاوكراني، قليل الخبرة السياسية والعسكرية، وفي الوقت ذاته اوقفت اليد الشمال لترامب تمادي الكيان الصهيوني في حربه التي اخزته تماما امام "حماس" فاصبح وكأنه في خفة زيلانسكي الاوكراني؛ لاهو قادر على ابادة "حماس" العسكرية، ولا هو قادرعلى حفظ ماء وجه الاجرام القبيح بالانسحاب من غزة؛ فادار ترامب عملية اطلاق الاسير الصهيوني بنجاح، وادخل المساعدات الى غزة، حيد بها الكيان الصهيوني، ليدير هو عملية للسلام في غزة، ولا تشرف عليها دويلة الصهاينة، رغم اننا كنا نود انه كان قد اوقفها قبل ان تدخل في عامها الثاني.
فلماذا كان هذا الانتظار الذي كان فوق جثث اطفال غزة ونسائها وشيوخها وشبابها؟ً وهناك حيثيات متعددة لامجال لذكرها غير ما ذكر وفي اهميته.
ملاحظة قوية جدا: "حماس" لم تكن تملك شفرات ادارة الحرب بينها وبين الكيان الصهيوني الالكترونية، فما الذي كانت تملكه لوقوفها المعجز امام جبروت القوة العسكرية الصهيونية وتحجيمها.
واخيرا: شكرا للجمهور العربي الذي حضر مباراة غزة والكيان الصهيوني.
كاتب كويتي