الجمعة 16 مايو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
ماذا يحصل بين العرب وأين دورهم؟
play icon
كل الآراء

ماذا يحصل بين العرب وأين دورهم؟

Time
الأربعاء 14 مايو 2025
View
110
م. عادل الجارالله الخرافي

ماذا يحصل بين العرب؟

هذا السؤال خطر في بالي عندما قرأت عن قطع السودان علاقاتها مع الإمارات، وكذلك الجزائر، ومنذ بضعة اشهر تصعد ضد ابوظبي، وكان البرنامج الاخير الذي بثه التلفزيون الجزائري، واللغة المستخدمة فيها، تعبر عن نظرة كثير من العرب إلى الدول الخليجية.

لكن ما يلفت في هذا الشأن هو تصاعد التوترات بين الدول العربية، فهذا مؤشر يدل على أن الوضع الإقليمي في خطر، وأن ليس هناك مناعة عربية تمنع دخول الامراض إلى عالمنا العربي، فيما اقليميا، وخصوصا أننا في موقع جغرافي يمكن القول فيه انه وسط محيط ملتهب، اضافت اليه الحرب بين الهند باكستان المزيد من الخطر.

لا شك إن التطورات في إيران واليمن والعراق وسورية تضغط على الوضع الإقليمي، ويضاف إليها محاولة بعض المؤسسات ومسؤولين عراقيين إعادة موضوع "خور عبدالله" إلى الواجهة من جديد، فيما هناك اشارات عن ايدي إيرانية في هذا الشأن، لا سيما أن طهران لا تزال إلى اليوم تعرقل تطوير حقل الدرة، الذي هو حق خالص للكويت والسعودية، رغم العلاقات الممتازة بين الكويت وإيران.

هذا الوضع الاقليمي، وكذلك الدولي، المعقّد يحتاج إلى فريق سياسي -امني - ديبلوماسي لديه باع طويل في العمل الميداني لدراسة هذه الأوضاع الدول المحيطة، وما هي الامكانات لدينا لتحييد الدولة عما يجري في المنطقة، وكذلك الاستفادة من ذلك على مبدأ "إذا سمعت اصوات المدافع عليك أن تبدأ في بناء المصانع".

ايضا اقليمياً، وخليجياً، هل لدول "مجلس التعاون" دورها في هذا المجال، أم أنها ستبقى تعمل على "رد الفعل"، خصوصا أن الموجة اليوم عند الدول الكبرى هي الاستعاضة عن الحرب النووية بحروب صغيرة، اولاً من اجل تشغيل مصانعها، وثانياً لتعزيز قوتها عالمياً.

فعلى صعيد المثال، إذا قرأنا العلاقات بين باكستان والصين وروسيا من جهة، وعلاقات الهند مع الولايات المتحدة، واسرائيل وفرنسا، نجد ان الصراع في احد ابعاده هو عملية دعائية لاسلحة بعض الدول، الصينية منها والاميركية والفرنسية، بغلاف عقائدي مرة، ومرات بغلاف حدودي.

في المحصلة، في كل هذه التطورات لا يمكن لاحد أن يقف على رصيف الانتظار لما سيحدث، ولا يمكن أن تغلق ابوابك ونوافذك، وتقول: لا شأن لي مادامت النار بعيدة عني.

فثمة حقيقة واضحة، وهي أن منذ عقود تعتبر دول الخليج مطمعاً لدول كبرى بسبب النفط، وموقعها الستراتيجي، كما كانت في القديم الطريق إلى الهند وآسيا، ومن المأثورات قول احد الحكماء قديما "الويل لمن تلده امه في الطريق إلى الهند".

الموقع الفريد للمنطقة، وكذلك ثروتها النفطية الهائلة، كانت منذ زمن طويل دافعا لنا أن نكون صانع الاستقرار، ونبعد عنا كل ما يهددنا، لا أن نكون في وسط النيران، حتى مع وجود جيران يحاولون أن ينفذوا اجندات ثبت مع الزمن، والتجربة، أنها غير واقعية.

في هذا الشأن علينا ان نتعلم من تجربة الاخرين، ففي الحرب العالمية الثانية، كانت هناك دول عدة بقيت على الحياد، رغم ذلك تعرضت لبعض المناوشات، لكنها استغلت الوضع لمصلحتها، ومنها سويسرا التي كانت تعمل على حماية قوتها المصرفية، وأيضا البرازيل لفترة معينة، فحيادها كان صانع استقرار لها، ولمحيطها في اميركا اللاتينية.

لهذا السؤال اليوم: هل نستفيد من تجارب الاخرين، او نبقى نعمل على ردة الفعل، ونغمض عيوننا وكأننا لا نرى، ونكسر كفاءاتنا الوطنية في هذا الشأن، ونركز للصراع الداخلي؟

آخر الأخبار