حوارات
"وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا"(طه 114).
قال أحد الحكماء في إحدى قصائده عن العلم والتعلّم: "تعلّم فليس المرءُ يولد عالماً وَليْس أخو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ وإنَّ كبِير القَوْمِ لاَ علمَ عِندَهُ صَغيرٌ إذا الْتَفَّتْ عَلَيهِ الْمحافل".
وقالت العرب: "تَعَلُّمُ الأُمُورِ خَيْرٌ مِنْ جَهْلِهَا"، والتعلّم هو معرفة الأمور وإتقانها، لا سيما حرص الانسان على تثقيف نفسه عمّا يجهله.
ومن بعض مبادئ وطرق التعلّم البنّاءة في عالم اليوم، نذكر ما يلي:
- تعلّم القرآن الكريم: من خلال تجربتي الشخصية، استفدت من قراءة القرآن الكريم، ومن سعيي المستمر إلى معرفة معانيه النبيلة، في اكتساب مهارات الفصاحة (سلامة الألفاظ) والبلاغة (البيان) في الكلام وفي الكتابة.
ومن يتعلّم القرآن ويتدارسه، لا بدّ أن يتطوّر عنده الحسّ والتفكير السليميان، وهي مهارات ضرورية في عالم اليوم المضطرب.
- تعلّم حلّ المشكلات: يوجد حقل علمي مستقل يدور حول مهارة حلّ المشكلات، ومن وسائله تشخيص المشكلة، والتعرّف على أسبابها الأساسية، والتعرّف على الحلول المناسبة والفعّالة لها، واتخاذ القرارات الشخصية في شأن حلّ المشكلات التي يواجهها الانسان في حياته، الخاصة والعامة.
-تعلّم التفكير النقدي: يتعلّم الفرد مهارة التفكير النقدي، فيصبح قادراً على تسخير آلياته الذهنية بشكل طوعي في إيجاد الحلول للمشكلات، وتحديد الأولويات والأهداف الشخصية، والنجاح في التعامل الفعّال مع كل التحديّات والصعوبات الحياتية التي يتعرّض لها الانسان في حياته.
- تعلّم الأخلاق الفاضلة: يتعلّم الانسان العاقل الأخلاق الفاضلة بسبب أهميّتها، وضروريّتها النفسيّة والفكريّة بالنسبة له، فمن يتعلّم الأخلاق الحميدة، على سبيل المثال، سيُحسن التصرّف في أموره الحياتية كافة، وسيمتلك بالذّات بوصلات أخلاقية ونفسية فعّالة تدلّه على الصواب والحقّ، وعلى المواقف الشخصية المناسبة أمام مختلف التحديّات والمعضلات الأخلاقية، التي يتعرّض لها في كل الأصعدة الحياتية.-فنّ إدارة الحياة: يسعى العاقل إلى تعلّم مهارات إدارة حياته بهدف عيش حياة بنّاءة ومتكاملة ومجزية، ومنها مهارات تنظيم الوقت، وتحديد الأولويات والأهداف الشخصية، واستعمال الطرق المنهجية للتعامل مع كل جوانب الحياة اليومية، وضبط النفس، والاعتناء بالصحة البدنية والنفسية والفكرية.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@