السبت 17 مايو 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
هكذا أثبت الرشيد لزوجته زبيدة مَن الأجدر بالحكم
play icon
الأخيرة

هكذا أثبت الرشيد لزوجته زبيدة مَن الأجدر بالحكم

Time
الأربعاء 14 مايو 2025
View
5650
أحمد الجارالله
حديث الأفق
  • زبيدة: الأمين لديه نباهة ويمكنه تحمُّل المسؤولية
  • الأم تمدح ولدها وتغبن حق الآخرين أمام الجميع
  • المادح نفسه كاذبٌ فيما الناس يمدحون بضائعهم

ثمّة قاعدة معروفة، وهي: المادح نفسه كاذب، ومن المعروف أن الناس يمدحون بضائعهم، ولا يبينون عيوبها، ودائماً الأمهات يمدحن أولادهن، ويتمنين رؤيتهم أفضل الناس بين البشر، فيما التجربة تكشف الحقيقة، ويظهر من هو الأجدر ومن الذي لا يُعتمد عليه.

في الأسطر التالية، قصة تحكي حقيقة من يمكن الاعتماد عليه في تحمل المسؤولية، ومن لديه نباهة وفطنة، وكيف يمكنه أن يحكم على الأمور حتى لو لم يأمره أحد، ومن هؤلاء يصنع القادة، وقصتنا اليوم عن هارون الرشيد وزوجته زبيدة:

يحكى أن هارون الرشيد جلس في شرفة قصره، ذات ليلة، يسامر زوجته زبيدة، فأخذت تمدح ولدها الأمين، وتعدد صفاته ومآثره، وتثني عليه بالنباهة والشجاعة، وعلو الهمة. فقال الرشيد: إنما تذكرين لي صفات المأمون، لا صفات الأمين، فحدث بينهما جدال، وأصرّت زبيدة على أنها صفات الأمين، في حين أصرّ الرشيد على أنها صفات المأمون، وأنه سيثبت لها ذلك.

في الليلة التالية، دعا الرشيد ولديه، الأمين والمأمون، إلى مجلسه وأخذ يسامرهما حتى حلّ منتصف الليل، فطلب أن ينفضّ المجلس، فذهب كل منهما في سبيله، وما كادت تنقضي ساعة حتى دعا الرشيد زبيدة، فلما حضرت بين يديه نادى حاجبه، وطلب منه أن يدعو له الأمين والمأمون، وبعد قليل دخل الأمين في زينته، يلبس ناعم الثياب وتفوح منه رائحة الطيب.

ثم دخل المأمون بلباس الحرب متقلداً سيفه، ومتكئاً على رمحه، فقال له الرشيد: ما حملك على أن تأتي مجلسي، وأنت بلباس الحرب؟

قال المأمون: يا أبتِ، قد كنت في مجلسك منذ وقت قليل، ولو كنت وقتها تريدني في أمر لأخبرتني، فلما استدعيتني في الليل، وكان عهدي بك قريباً، فقلت لعل أمراً قد حدث فتجهزت، ولعلك أردتني بأمر عاجل فلا يمكن أن أضيع الوقت، وإن كان لأمر غير ذي بال، فإن نزع السلاح من أيسر الأشياء.

فنظر الرشيد إلى زبيدة وضحك.

"لا يكلف الله نفساً إلا وسعها"

لا يحدث شيء للإنسان إلا وقد منحه الله القدرة على تحمُّله، مفهوم عميق لقوله تعالى: "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها".

لا تحزن إذا أُجبرت على التعايش مع وضع يؤلمك، بل ابتسم، لأنه سبحانه وتعالى قال، وبكل رحمة: "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم".

تمر بك أوقات تظنها من أصعب اللحظات في حياتك، فإذا بلطف الله يلوح لك ما يضمد جرحك، ويكشف كربك، ويقضي حاجتك، وكأنه ما مرّ بك ضيق، فالله لطيف بعباده.

تأكد أن الله لن يخذلك أبداً، رغم عظم أخطائك، وتراكم أوجاعك، وصعوبة مشكلاتك.

الله بصير بكل ما يحصل لك، الله معك دائماً، وليس ضدك، سلام للذين يؤمنون بقسمة الله وعدله، حتى لو أن كل شيء زال منهم، وزال عنهم، وأن كل ما ذهب من أيديهم لم يكن في الأصل لهم، وأن عطاء الله رحمة، ومنعه حكمة، وأن من تمام الإيمان أن نؤمن بحكمة الله التي لا نراها، كما نؤمن برحمته التي نراها.

نكشات
  • الأقوى عند الله، وفق قوله تعالى: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، فالتفتْ إلى قيمتك عند الله ودع الخلق للخالق، فالمعيار عند الله التقوى وليس الأقوى.
  • يا وزيرة الشؤون، مئات اللجان الخيرية والزكوات شو سرها، ثم لماذا أموالها تذهب إلى الخارج، بينما الشعب الكويتي فيه الكثير عليهم قروض، وغارمون، وعليهم عقوبات تعيق حياتهم؟
  • يبدو أننا بحاجة إلى "رتز السعودية"، فالفساد روائحه تزكم الأنوف، وماذا عن الذين لعبوا بثروة البلاد عبر الأوامر التغييرية في المشاريع، هناك مليارات كانت تُدفع وتذهب سدى، ومع الدفع يتأخر الإنجاز، والمستفيدون كثر.
  • يا حكومة، افتحي باب التملك للوافدين والمقيمين، ما الذي يمنع ذلك، رمال يضعون أموالهم فيها، وإن رحلوا موتى أو مغادرة، فالأملاك موجودة على أرض الكويت.. بلاش ضيقة عين.
آخر الأخبار